responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 503


وينبت في أرض كوكو العود المسمى بعود الحية ، من خاصته أنه إذا وضع على جحر الحية خرجت إليه بسرعة ، ثم إن ماسك هذا العود يأخذ من الحيات ما شاء بيده من غير جزع يدركه ويجد في نفسه قوة عند أخذها ، والصحيح عند أهل المغرب الأقصى وأهل واركلان أن هذا العود إذا أمسكه ماسك بيده أو علقه في عنقه لم تقربه حية البتة كصفة العاقر قرحاً ، لكنه أسود اللون . ومن كوكو إلى غانة شهر ونصف .
كوثا : مدينة بالعراق إلى جانب بابل ، فيها ولد إبراهيم الخليل عليه السلام ، وفيها المكان الذي فيه كان حبس إبراهيم الخليل عليه السلام والبيت الذي كان محبوساً فيه ، ويقال إن بها طرح إبراهيم الخليل عليه السلام في النار ، وبها تلول رماد عالية قد لزق بعضه ببعض يقال إنه رماد نار النمرود بن كنعان الذي طرح فيها إبراهيم عليه السلام .
ولما انقضى أمر القادسية قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه زهرة بن حوية ثم اتبعه الجند ، فلقي بأطراف كوثا جمعاً من جموع العجم مقدمهم شهريار ، فخرج ينادي : ألا رجل ألا فارس منكم شديد عظيم يخرج إلي حتى أثكلكم به ، فقال له زهرة ، وقد كايده ، لقد أردت أن أبادرك ، فإما إذ سمعت قولك فإني لا أخرج إليك إلا عبداً ، فإن أقمت قتلك إن شاء الله ، وإن فررت منه فإنما فررت من عبد ، ثم أمر أبا نباتة نائلاً الأعوجي ، وكان من شجعان بني تميم ، فخرج إليه ، مع كل واحد منهما الرمح ، وكلاهما وثيق الخلق ، إلا أن شهريار مثل الجمل ، فلما رأى نائلاً ألقى الرمح ليعتنقه ، وألقى نائل رمحه ليعتنقه ، وانتضيا سيفيهما فاجتلدا بهما ثم اعتنقا فخرا عن دابتيهما فوقع شهريار على نائل كأنه بيت فضغطه بفخذه ، وأخذ الخنجر وأراد حل أزرار درعه ليذبحه ، فوقعت إبهامه في فم نائل ، فمضغها فحطم عظمها ، وأحس منه فتوراً فثاوره فجلد به الأرض ، ثم قعد على صدره ، وأخذ خنجره فكشف درعه عن بطنه فطعنه في بطنه وجنبه حتى مات ، وأخذ فرسه وسواريه وسلبه ، وانكشف أصحابه فذهبوا في البلاد ، وأقام زهرة بكوثا حتى قدم سعد عليه ، فغنم سعد نائلاً ذلك السلب كله وقال : عزمت عليك يا نائل إلا لبست سواريه وقباءه ودرعه وركبت دابته ، وانطلق فتدرع سلبه ثم أتاه في سلاحه على دابته ، فقال له سعد : اخلع سواريك إلا أن ترى حرباً فالبسهما ، فكان أول رجل من المسلمين سور بالعراق . وأقام سعد بكوثا أياماً ، وأتى المكان الذي حبس فيه إبراهيم عليه السلام بكوثا والبيت الذي كان فيه محبوساً فنظر إليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى إبراهيم وعلى أنبياء الله أجمعين . وقرأ " وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، وقد مر في ذكر افرندين أن المسلمين لما دخلوا المدائن وناداهم رسول كسرى : هل إلى الصلح من سبيل ، أجابه رجل من المسلمين بلسانهم ، وكان لا يعرف منه شيئاً : لا ، حتى نأكل عسل افرندين بأترج كوثا ، والقصة مشروحة هناك .
كويابة : مدينة لصنف من الترك يسمون الروس ، ومبلغ تجار المسلمين من أرمينية إلى كويابة ، وبينها وبين ارثان ثمان مراحل ، وأرثان لا يدخلها أحد من الغرباء لأنهم يقتلون كل غريب يصل إليهم ، فلا يتجرأ أحد أن يدخل أرضهم ، ويخرج من عندهم جلود الأنمار السود والثعالب السود والرصاص ، ويخرجها من عندهم تجار كوباية . والروس يحرقون موتاهم ولا يتدافنون ، وبعض الروس يحلقون لحاهم ، وبعضهم يفتلها مثل أعراف الدواب ويضفرها ولباسهم القراطق الصغار ، ولباس الروس غير لباس الخزر .
كوشة : بينها وبين مدينة نوابية في بلاد النوبة ستة أيام ، وهي تبعد عن النيل يسيراً ، وموضعها فوق خط الاستواء ، وأهلها قليلون ،

503

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست