وهذه القلعة منيعة وتحضرت عند خراب القيروان انتقل إليها أكثر أهل إفريقية ، وكانت مقصد التجار وبها تحل الرحال من العراق والحجاز والشام ومصر وسائر بلاد المغرب . وذكر البكري أن بها كان احتصن أبو يزيد مخلد بن كيداد النكار . وخبر حماد صاحبها مع المرأة الوكعاء وكيف تداهت عليه حتى قتلها قد تقدم في رسم باغاية من حرف الباء . وتصنع بمدينة قلعة حماد أكسية ليس لها مثل في الجودة والرقة إلا الوجدية التي تصنع بوجدة ، ويساوي الكساء الذي يصنع بقلعة حماد ثلاثين ديناراً أو أزيد . ولمّا بنيت بجاية وعمرت انتقل الناس إليها ولم تزل القلعة تنقص إلى أن استولى عليها الخراب . قلعة الفضة : قالوا : في البحر الأسود الزفتي المتصل بالبحر المحيط وهو شديد النتن ، وليس فيه غير قلعة الفضة ، ويقال إنها معمولة وقالت طائفة إنها خلقة . قلعة كيانة : يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى في حرف الكاف . قلعة البلوط : بجزيرة صقلية ، تقدم ذكرها في رسم الشاقة في حرف الشين المعجمة . قلعة مغيلة دلول : بينها وبين مدينة مستغانم مسيرة يومين ، وهذه القلعة على جبل منيف شديد الحصانة بينها وبين البحر خمسة فراسخ ، وبها عين ماء . قلعة هوارة : بالمغرب بقرب تاهرت ، وهي قلعة منيعة في جبل خصيب فيه بساتين وثمار وأشجار ومزارع وأعناب ، وتحتها فحص طوله نحو أربعين ميلاً يشقّه نهر سيرات ويسقي أكثر أرضه فسمي ذلك الفحص " سيرات " باسم النهر ، ونهر سيرات نهر كبير مشهور يقع في البحر عند مدينة أزواوا . ويسكن فحص سيرات قبائل كثيرة من البربر ومطغرة وغيرهم من قبائل زناتة ، وزناتة تنشعب على قبائل كثيرة ، وبلادهم واسعة ، ويخالطهم من جهة إفريقية بنو زغبة من العرب من بني هلال بن عامر ، ومن جهة المغرب بلاد مسوفة ، وهمِ قبائل كثيرة من صنهاجة يسكنون تلك الصحراء لا يستوطنون بلداً وعيشهم من اللبن واللحم ، وهم خلق كثير ، وفي صحارى بلادهم جبل عظيم يعرف بقلقل كثير الخصب من العيون والأنهار ، وفيه آثار عمائر كثيرة وبيوت محصنة وقرى واسعة لا أنيس بها ولا يسكنها خلق ، ويقال إن الجن أخلت تلك العمائر والبلاد ، ويُرى في تلك الصحارى بالليل نيران الجن ويسمع عزفهم وغناؤهم ، وهم كثيراً ما يختطفون الأناسيّ ويحملونهم معهم ، وربما يفلت الأنسي من بينهم فيرجع إلى أهله ، فيحدث بما رأى عندهم ، وهذا متعارف ، ويقال إنهم يبدلون أولادهم بأولاد الإنس ، ولذلك يقول أهل إفريقية : يا مبدول . قلعة الحجار : بمقربة من المسيلة ، نزلها المنصور إسماعيل حين كان يحارب أبا يزيد النكار . قلعة أبي طويل : من القيروان إلى قلعة أبي طويل ، وهي قلعة كبيرة ذات منعة وحصانة وتحضرت عند خراب القيروان ، وانتقل إليها أكثر إفريقية ، وكانت مقصداً للتجار وتحل بها الرحال من العراق والحجاز والشام ومصر وبلاد المغرب ، وكانت مستقر مملكة صنهاجة ، ونزلها أبو يزيد مخلد بن كيداد . قلورية : مدينة بجزيرة صقلية كان إبراهيم بن أحمد بن الأغلب صاحب القيروان وأعمالها غزا صقلية بنفسه وفتح فيها مدناً