responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 394


مرصعة بفاخر الدر والياقوت والزبرجد ، لم تر العين مثلها بولغ في تحسينها من أجل دار المملكة وأنه لا ينبغي أن يكون بموضع آلة جمال إلا ما يكون فيها وكانت توضع على مذبح كنيسة طليطلة فأصابها المسلمون هناك ، وقصة إيصالها إلى سليمان بن عبد الملك ، ومنازعة موسى بن نصير وطارق مولاه في رجلها مشهورة .
قال ابن حيان : مضى طارق خلف فرار أهل طليطلة فسلك إلى وادي الحجارة ثم استقبل الجبل فقطعه ، فبلغ مدينة المائدة ، والمائدة خضراء من زبرجد ، حافاتها منها وأرجلها ، وكان لها ثلاثمائة وخمسة وستون رجلاً ، فأحرزها عنده .
وبطليطلة بساتين محدقة وأنهار مخترقة ودواليب دائرة وجنّات يانعة وفواكه عديمة المثال ولها من جميع جهاتها أقاليم وقلاع منيعة ، وعلى بعد منها في جهة الشمال الجبل العظيم المعروف بالشارات ، فيه من الغنم والبقر الشيء الكثير الذي يتجهز به الجلابون إلى سائر البلاد ، ولا يوجد شيء من أبقاره وأغنامه إلا في غاية السمن ، ولا يوجد مهزولاً البتة ، ويضرب بها المثل في ذلك في جميع الأقطار بالأندلس ، وعلى مقربة من طليطلة قرية تسمى بمغام في جبالها وترابها الطين المأكول يتجهز به إلى مصر والشام والعراق ، ليس على قرار الأرض مثله في لذة أكله وتنظيف غسل الشعر به ، وفي جبال طليطلة معادن الحديد والنحاس .
وزعموا أن معنى طليطلة باللطيني " تولاطو " - معناه " فرح ساكنها " يريدون لحصانتها ومنعتها ، وفي كتب الحدثان كان يقال : طليطلة الأطلال ، بنيت على الهرج والقتال ، إذا وادعوا الشرك ، لم يقم لهم سوقة ولا ملك ، على يد أهلها يظهر الفساد ، ويخرج الناس من تلك البلاد .
ومدينة طليطلة قاعدة القوط ودار مملكتهم ، ومنها كانوا يغزون عدوهم ، وإليها كان يجتمع جيوشهم ، وهي إحدى القواعد الأربع ، إلا أنها أقدمهن ، ألفتها القياصرة مبنية ، وهي أول الإقليم الخامس من السبعة الأقاليم التي هي ربع معمور الأرض ، وإليها انتهى حدّ الأندلس ، ويبتدئ بعدها الذكر للأندلس الأقصى ، أوفت على نهر تاجُه ، وبها كانت القنطرة التي يعجز الواصفون عن وصفها ، وكان خرابها في أيام الإمام محمد . ومن خواص طليطلة أن حنطتها لا تسوس على مَرِّ السنين ، يتوارثها الخلف عن السلف ، وزعفران طليطلة هو الذي يعم البلاد ويتجهز به إلى الآفاق ، وكذلك الصمغ السماوي .
وأول من نزل طليطلة من ملوك الأندلس لوبيان وهو الذي بنى مدينة رقوبل ، وهي على مقربة من طليطلة وسماها باسم ولده : ومنها ولى الأساقفة على الكور ، وبها مجتمعهم للمشورة ، وكان عددهم ثمانين أسقفاً لثمانين مدينة من حوز الأندلس كجليقية ، وطركونة وقرطاجنة ، وكانت قبل ولايته فرقاً ، فائتلف أمر الناس وانقطع الاختلاف وأحبه الخاص والعام ، وهو الذي بنى الكنائس الجليلة والمعالم الرفيعة ، وبنى الكنيسة المعروفة بالمردقه واسمه مزبور على بابها ، وهي بين حاضرة البيرة ووادي آش .
وبطليطلة ألفيت ذخائر الملوك ، وعلى مقربة من طليطلة قرية قنبرشه وهي حارتان فيهما عينا ماء ، إذا نضبت إحداهما جرت الأخرى ، هذا دأبهما كل عام ، ماؤهما متعاقب لا يجري في زمان واحد ، وغربيها على نحو عشرين ميلاً منها تمثالان عظيمان على صورة ثورين قد نحتا من حجر صلد وذكر بعض المؤرخين أن طارقاً لما غزا طليطلة اعترض جنده وهو راكب أحدهما .
قالوا : لما مضى طارق بن زياد إلى طليطلة دار مملكة القوط ، ألفاها خالية قد فرَّ أهلها عنها ، فضمَّ إليها اليهود ، وخلى بها رجالاً من أصحابه ومضى خلف فرَّار أهل طليطلة ، فسلك إلى وادي الحجارة ، ومنه اقتحم أرض جليقية فخرقها ودوخ الجهة ثم انصرف إلى طليطلة وذلك سنة ثلاث وتسعين من الهجرة .
وفي سنة خمسين وأربعمائة نتجت بغلة بطليطلة فلواً في

394

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست