فقال : ما تلك الحرار السود ؟ فقيل له : ليست بحرار يا أمير المؤمنين ، ولكنها بيادر الزبيب ، فقال لله در قسي ، علم في أي عش وضع أفرخه . قال الأصمعي : دخلت الطائف فكأني كنت أبشر وكان قلبي يطفح بالسرور وما أجد لذلك إلا انفساح جوها وطيب نسيمها . وعسل الطائف من فائق العسل . وزي ثقيف الأقبية المصبغة بالورس والعصفر ، ويحزمون على أوساطهم ملاءات القطن الرقاق وعليها البرود العجيبة . ويحكى أن الوليد بن عبد الملك أفسد في أرض لعبد الله بن يزيد بن معاوية ، فشكا ذلك أخوه خالد بن يزيد إلى عبد الملك ؟ فقال له عبد الملك : " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها " فقال له خالد : " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها " فقال عبد الملك أفي عبد الله تتكلم وبالأمس دخل إلي فعثر في لسانه ولحن في كلامه ؟ ! قال : أفعلى الوليد تعول ؟ قال : إن كان الوليد لحاناً فسليمان أخوه ! قال خالد : وإن كان عبد الله لحاناً فأخوه خالد ، فقال الوليد : أتتكلم ولست في العير ولا في النفير ؟ ! فقال خالد : ألم تسمع ما يقول يا أمير المؤمنين ؟ أنا والله ابن العير والنفير ، ولكن لو قلت : حبيلات وغنيمات والطائف ورحم الله عثمان قلنا صدقت . أراد بذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفى الحكم بن أبي العاص إلى الطائف فصار راعياً حتى رده عثمان رضي الله عنه . طاوران : جزيرة في البحر الأعظم ، وطاوران اسم ملكهم وله أربعة آلاف امرأة ومن لم يكن له ذلك فليس بملك ويتفاخرون بكثرة الأولاد ، وعندهم أشجار إذا أكلوا منها قووا على الباءة قوة عجيبة . طاب : نهر طاب يجري في جنوب خوزستان وهذا الحد المميز بين خوزستان وفارس ، وجميع مياه خوزستان كلها تتألف وتصب في البحر وأرضها كلها رمل وسهول وليس فيها من الجبال إلا ما كان بنواحي تستر . طابة : اسم من أسماء المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام . الطاقة : إحدى بلاد السودان أكثر شجرها يسمونه تادموت ، وهو شجر الأراك ، إلا أن ثمره كالبطيخ داخله شيء يشبه القند تشوب حلاوته حموضة نافع للمحمومين ومن هناك إلى خليج من النيل يقال له زوغوا مسيرة يوم لا يعبره الناس إلا في القوارب . الطاحونة : بينها ، بين الإسكندرية ستة وثمانون ميلاً . الطالقان : مدينة في خراسان من سرخس إلى الطالقان أربع مراحل وهي بين جبلين عظيمين . وهي مدينة كبيرة نحو مرو الروذ في الكبر ولها مياه وجباية وعمارات متصلة وبساتين قليلة وهي أصح هواء من مرو الروذ ، ومن مرو الروذ إليها ثلاثة وسبعون ميلاً ، وهي في سفح جبل ولها رساتيق في الجبل ، وبها عمل اللبود الطالقانية . والطالقان على جبل متصل بجبل الجوزجان ومرو الروذ ، بينها وبين الجبل مما يلي المشرق فرسخان ، وبينها وبين الجبل مما يلي المغرب ثلاثة فراسخ وبناؤها بالطين . وكان فتح الطالقان على يد الأحنف بن قيس حين وجهه عبد الله بن عامر في أربعة آلاف بعد صلح مرو الروذ إلى طخارستان وجمع أهل طخارستان والطالقان والجوزجان والفارياب ، فكانوا ثلاثة زحوف ثلاثين ألفاً وأتى الأحنف خبرهم فاستشار