responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 365

إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)


بعضها على بعض ، ثم قام عليها بغياً وعدواناً ، ثم قال : هل بقي لنا من مبارز . فخرج إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فناداه : ويحك يا كريب ، إني أحذرك الله وأدعوك إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويلك لا يدخلك النار ، فقال له كريب : ما أكثر ما سمعت منك هذه المقالة ، لا حاجة لنا فيها ، أقدم إن شئت ، من يأخذ سيفي هذا وهذا أثره ، فقال علي رضي الله عنه : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم مشى إليه علي رضي الله عنه فالتقيا هنيهة ، ثم إن علياً رضي الله عنه ضربه فقتله ، ثم نادى علي رضي الله عنه : من يبارز ؟ فبرز إليه الحارث بن وداعة الحميري ، فقتله علي رضي الله عنه ، ثم نادى : من يبارز ؟ فبرز إليه المطاع بن المطلب القيني فقتله ، ثم نادى : يا معشر المسلمين : " الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله مع المتقين " ، ثم نادى علي رضي الله عنه : ويحك يا معاوية ، هلم فبارزني ولا تفنين العرب بيننا فقال عمرو رضي الله عنه : اغتنمه ، فقد قتل أربعة من فرسان العرب ، وأنا أطمع أن يظفرك الله به ، فقال معاوية رضي الله عنه : والله إن تريد إلا قتلي فتصيب الخلافة ، اذهب إليك ، فليس مثلي يخدع ، ما بارز ابن أبي طالب رجلاً إلا سقى الأرض من دمه .
وافترقوا قبل التحكيم عن سبعين ألف قتيل على أصح الروايات بعد أن تراموا بالنبل حتى فنيت ، وتطاعنوا بالرماح حتى اندقت ، وتضاربوا بالسيوف حتى انقطعت ، ثم نزل القوم يمشي بعضهم إلى بعض قد كسروا جفون سيوفهم واضطربوا . بما بقي من السيوف وعمد الحديد فلا تسمع إلا غمغمة القوم ، فلما صارت السيوف كالمناجل تراموا بالحجارة ، ثم جثوا على الركب فتحاثوا التراب في الوجوه ثم تكادموا بالأفواه ، وكسفت الشمس وثار القتام وارتفع الغبار وضلت الألوية والرايات ، ومرت مواقيت أربع صلوات لأن القتال كان بعد صلاتهم الصبح ، فاقتتلوا إلى نصف الليل ، وهي ليلة الهرير جعل بعضهم يهر على بعض ، وهو الصوت يشبه النباح ، وكبروا في أوقات الصلوات خاصة ، وقاتلهم علي رضي الله عنه ولم يذفف على جريح ولا تبع منهزماً ولا أخذ أسيراً ولا سبى امرأة ولا كشف عورة ولا أخذ مالاً ، إلا ما أجلبوا به عليه من سلاح أو كراع فإنه يرده إلى أهلهم .
قالوا : ولا خلاف بين أهل الحل والعقد أن علياً رضي الله عنه كان أحق بالخلافة والإمامة في ذلك الوقت من كل من على وجه الأرض عموماً ، وأفضل من معاوية خصوصاً ، لأنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاً وأخوه نسباً وقسيمه حسباً ، ومن الأولين السابقين والمهاجرين المذكورين في الكتاب ، ومن العشرة المقطوع لهم بالجنة ، وشهد بدراً ، وقد غفر الله لكل من شهد بدراً من المسلمين ، وقتل فيها يومئذ ثلث المقاتلين ، وتحرك به جبل حراء وهو مع ابن عمه صلى الله عليه وسلم ، وصلى القبلتين ، وفداه صلى الله عليه وسلم ليلة الغار بنفسه ، وشهد بيعة الرضوان ، وبايع تحت الشجرة ، وكتب كتاب المقاضاة بيده ، وأعطاه صلى الله عليه وسلم لواءه في غير موقف ، وزوجه البتول سيدة نساء أهل الجنة ، وهو أبو سيدي شباب أهل الجنة ، وخامس أصحاب العباءة ، ويحب الله ويحبه الله ، باتفاق من الصحيحين ، وأنزله منه صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى ، وعهد إليه أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق .
صفاقس : مدينة بإفريقية ، بينها وبين قفصة ثلاثة أيام ، وهي مدينة قديمة عامرة ، لها أسواق كثيرة وعمارة شاملة وعليها سور حجارة وعلى أبوابها صفائح حديد منيعة ، وعلى أسوارها محارس للرباط ، وشرب أهلها من المواجل ، ويجلب إليها من قابس نفيس الفواكه ، ويصاد بها من السمك ما يعظم خطره - وأكثر صيدهم في الماء الميت بضروب حيل ، وجل غلاته الزيتون ، والزيت بها منه شيء كثير ، ومرساها حسن ميت الماء ، ولأهلها نخوة وفي أنفسهم عزة ، وملكها طاغية صقلية سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، ثم استنقذت منه وعمرت ، ومنها إلى المهدية مرحلتان .
ومن الناس من يكتب صفاقس بالسين ، ومن قابس إلى عين الزيتونة إلى منزل في طرف ساحل الزيتون ، ومن هناك إلى غافق ، وهو بلد معمور ، ومن هناك إلى صفاقس ، وبها أسواق

365

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست