responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 298


ألا من مبلغ النعمان عني * علانية وما يغني السرار فيها : فهل من خالد إما هلكنا * وهل بالموت يا للناس عار تمثل به معاوية عند موته ، ومنها قوله :
أبلغ النعمان عني مألكاً * إنه قد طال حبسي وانتظاري لو بغير الماء حلقي شرق * كنت كالغصان بالماء اعتصاري فلم يزل في حبسه حتى مات ، ويقال إنه قتله .
وكان لعدي ابن يقال له زيد ، فوصل إلى أبرويز حتى حل محل أبيه ، ثم ذكر له بنت النعمان وجمالها ، فأرسل فيها ، فكتب إليه النعمان يحقر حالها وقال للرسول ، وهو زيد بن عدي : يا زيد أما لكسرى في مها السواد كفاية حتى تخطى إلى العربيات ! ! فقال زيد : إنما أراد الملك إكرامك ، أبيت اللعن ، بصهرك ، ولو علم أن ذلك يشق عليك لما فعل ، وسأحسن ذلك عنده وأعذرك بما يقبله ، فقال النعمان : فافعل فقد تعرف ما على العرب في تزويج العجم من الفضاضة والشناعة . فلما انصرف إلى كسرى أخبره أنه راغب عنه ، وأدى إليه قوله في مها السواد على أقبح الوجوه وأوجده عليه ، فقال : رب عبد قد صار من الطغيان إلى أقبح من هذا ، فلما بلغت كلمته النعمان تخوفه ، فخرج هارباً حتى أتى إلى طيء لصهر له فيهم ، ثم خرج من عندهم حتى أتى بني رواحة بن ربيعة بن مازن ، فقالوا له : أقم معنا فإنا مانعوك مما نمنع منه أنفسنا ، فجزاهم خيراً ورحل عنهم يريد كسرى ليرى فيه رأيه ، وفي ذلك يقول زهير بن أبي سلمى :
ألم تر للنعمان كان بنجوة * من الدهر لو أن امرءاً كان ناجياً فلم أر مسلوباً له مثل ملكه * أقل صديقاً معطياً ومواسيا خلا أن حياً من رواحة حافظوا * وكانوا أناساً يتقون المخازيا فقال لهم خيراً وأثنى عليهم * وودعهم توديع ألا تلاقيا وأقبل النعمان حتى أتى المدائن ، فصف له كسرى ثمانية آلاف جارية عليهن المصبغات صفين ، فلما صار النعمان بينهن قلن له : أما فينا للملك غنى عن بقر السواد فعلم النعمان أنه غير ناج منه . ولقيه زيد بن علي ، فقال له النعمان : فعلتها ؟ لئن تخلصت لك لأسقينك بكأس أبيك ، فقال زيد : امض نعيم فقد آخيت لك أخية لا يقطعها المهر الأرن ، فأمر به كسرى فحبس بساباط المدائن ، ثم أمر به فرمي تحت أرجل الفيلة ، وقال بعضهم بل مات في محبسه بساباط ، وقد ذكر ذلك الأعشى في قوله :
ولا الملك النعمان يوم لقيته * بغبطته يعطي الصكوك ويأفق ويقسم أمر الناس يوماً وليلة * وهم ساكتون والمنية تنطق فذاك وما أنجى من الموت ربه * بساباط حتى مات وهو محرزق وكان النعمان حين توجه إلى كسرى مستسلماً مر على بني شيبان فأودع سلاحه وعياله عند هانئ بن مسعود الشيباني ، فلما أتى كسرى على النعمان بعث إلى هانئ بن مسعود يطالبه بتركته فامتنع وأبى أن يخفر الذمة ، فكان ذلك السبب الذي هاج حرب ذي قار .
وقال إبراهيم بن رزمان : كان لنا جار ينزل في دار الحسن بن شعيب الساباطي ، وكان يعرف بخصيب من أهل أصبهان ، وكان له كلب جاء به من الجبل ، قال : فرأيته يوماً وقد وقع بينه وبين جار له كلام إلى أن تواثبا ، فلما رأى الكلب الرجل قد وثب على صاحبه قفز إليه فوضع مخالبه في أخدعيه ، فرأيت الدماء

298

نام کتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار نویسنده : محمد بن عبد المنعم الحميري    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست