إسم الكتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار ( عدد الصفحات : 629)
الأندلس وبين ساحل طنجة من أرض المغرب ، وكانت قنطرة عظيمة لا يعلم لها في معمور الأرض نظير ، يقال إنها من بناء ذي القرنين ، مبنية بالحجارة تمر عليها الإبل والدواب من ساحل المغرب إلى الأندلس ، وكان طولها اثني عشر ميلاً في عرض واسع وسمو كثير ، وربما بدت هذه القنطرة لأهل المراكب تحت الماء فعرفوها ، والناس يقولون : لا بد من ظهورها قبل فناء الدنيا . الزهراء : مدينة في غربي قرطبة بناها الناصر عبد الرحمن بن محمد ، كذا قالوا ، ولا أدري أهي الزاهرة المتقدمة الذكر ، أو غيرها وبينها وبين قرطبة خمسة أميال . وكانت قائمة الذات بأسوارها ورسوم قصورها ، وكان فيها قوم سكان بأهاليهم وذراريهم ، وكانت في ذاتها عظيمة ، وهي مدينة فوق مدينة ، سطح الثلث الأعلى على الحد الأوسط ، وسطح الثلث الأوسط على الثلث الأسفل ، وكل ثلث منها له سور ، فكان الحد الأعلى منها قصوراً يعجز الواصفون عن وصفها ، والحد الأوسط بساتين وروضات ، والحد الأسفل فيه الديار والجامع . ثم خرب ذلك كله وأصابه ما أصاب قرطبة وغيرها من بلاد الأندلس ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . الزوراء : هو اسم يقع على عدة مواضع منها الزوراء المتصلة بالمدينة التي زاد عليها عثمان النداء الثالث يوم الجمعة لما كثر الناس ، لأحيحة بن الجلاح . والزوراء موضع آخر في ديار بني أسد . والزوراء رصافة هشام بالشام كانت للنعمان بن جبلة ، وفيها كان ، وإليها كانت تنتهي غنائمه ، وكان على بابها صليب لأنه كان نصرانياً ، وأنشدوا قول النابغة : ظلت أقاطيع أنعام مؤبلة * لدى صليب على الزوراء منصوب الزوراء بالحيرة ، هدمها أبو جعفر المنصور ، ، وتذاكروا عند الصادق الزوراء فقالوا : الزوراء بغداد ، فقال الصادق : ليس الزوراء بغداد ، لكن الزوراء الري . وزوراء بغير ألف ولام دار كانت بالحيرة لملوكهم . وسميت بغداد بالزوراء لانعطافها بانعطاف دجلة ، وتسمى به القوس لانعطافها ، وفي مطلع قصيدة أبي العلاء : * هات الحديث عن الزوراء أو هيتا * زواغة : من بلاد إفريقية ، سميت بزواغة قبيلة من البربر . زريران : قرية بالعراق من أحسن قرى الأرض وأجملها منظراً وأفسحها ساحة وأكثرها بساتين ورياحين وحدائق نخيل ، وكان بها سوق تقصر عنه أسواق المدن ، وحسبك من شرف موضعها أن دجلة تسقي شرقيها والفرات يسقي غربيها ، وهي كالعروس بينهما ، والبسائط والقرى والمزارع متصلة بين هذين النهرين الشريفين المباركين ، وبإزاء هذه القرية في جهة الشرق منها إيوان كسرى وأمامها بيسير مدائنه ، وهذا الإيوان بناء عال في الهواء شديد البياض . زويلة : مدينة كبيرة قديمة في الصحراء بقرب بلاد كانم من السودان وأظنها التي يقال لها زويلة ابن خطاب ، وبينها وبين سويقة ابن مثكود ست عشرة مرحلة ، وهي صغيرة بها أسواق ،