حرف الزاي الزابان : ويقال الزابيان بزيادة الياء ، نهران أسفل الفرات ، قال محمد بن سهل : هي ثلاثة زواب معروفة من سواد العراق : الزاب الأعلى والزاب الأوسط والزاب الأسفل . قالوا : وإذا اجتمع الزابان كانا نصف دجلة وأكثر ، وهما واردان من بلاد أرمينية وأذربيجان ، ومدينة الزاب بينها وبين هيت ستة وثلاثون ميلاً ، وهي مدينة عامرة ذات قرى وبساتين وعمارة ، وهي ما بين المدائن وواسط ، وهي النعمانية وفيها دير هزقل الذي يعالج فيه المجانين ، قال المسعودي : الزاب اسم ملك من ملوك الفرس احتفر النهرين المعروفين بالزابين : الصغير والكبير الخارجين من بلاد أرمينية الصابين في دجلة . وبالزاب من أرض الموصل كان التقاء إبراهيم بن الأشتر النخعي بعبيد الله بن زياد سنة سبع وستين فقتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء وحرق بالنار . وعلى الزاب الصغير نزل مروان بن محمد وأتاه عبد الله بن علي في عساكر أهل خراسان وقوادهم وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، فالتقيا وقد كردس مروان خيله كراديس ألفاً وألفين ، وكانت على مروان فانهزم وقتل ، وغرق من أصحابه خلق عظيم ، وكان في من غرق في الفرات ذلك اليوم من بني أمية ثلاثمائة رجل دون من غرق من سائر الناس ، ومضى مروان في هزيمته حتى أتى الموصل فمنعه أهلها من دخولها وأظهروا السواد لما رأوه من تولي الأمر عنه ، وأتى حران فكانت داره وبها مقامه إلى أن كان من أمره ما كان . والزاب : أيضاً على أطراف الصحراء في سمت البلاد الجريدية من عمل إفريقية وهو مثلها في حر هوائها وكثرة نخيلها ، وهو مدن كثيرة وأنظار واسعة وعمائر متصلة فيها المياه السائحة والأنهار والعيون الكثيرة ، ومن مدنها المسيلة ونقاوس وطبنة وبسكرة وتهودة وغيرها وأقرب ما لقلعة حماد من بلاد الزاب المسيلة ، وبين الزاب والقيروان عشر مراحل ، وهذا الزاب هو المذكور في قصيدة محمد بن هانئ الأندلسي التي مدح بها جعفر بن علي بن حمدون صاحب بلاد الزاب هذه ، وأولها : * أحبب بتياك القباب قبابا * يقول فيها : قد طيب الأفواه طيب ثنائه * فمن أجل ذا تجد الثغور عذابا آليت أصدر عن ركابك بعدما * جئت السماء ففتحت أبوابا