نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 433
طول القيام ويتوكأ عليها عند المشي كأن ذلك زائد في التكهل والزماتة وفي نفي السخف والخفة وبالناس حفظك الله أعظم الحاجة إلى ان يكون لكل حنس منهم سيما ولكل صنف منهم حلية وسمة ويتعارفون بها قال الفرزدق : به ندب مما يقول ابن غالب * يلوح كما لاحت وسوم المصدق وقال الآخر : أنار حتى صدقت سماته * وظهرت من كرم آياته وأنشد أبو عبيدة : سقاها ميسم من آل عمرو * إذا ما كان صاحبها جحيشا وذكر بعض الاعراب ضروبا من الوسم فقال : بهن في خطافها علط وسم * وحلق في آخر الذفرى نظم معها نظام مثل خط بالقلم * وقرمة ولست أدري من قرم عرض وخبط لمجليها الوسم وقال الله تبارك تعالى « سيماهم في وجوههم من أثر السجود » وكما خالفوا بين الأسماء للتعارف وقال عز وجل « وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم » فعند العرب العمة وأخذ المخصرة من السيما وقد لا يلبس الخطيب الملحفة ولا الجبة ولا القميص ولا الرداء والذي لا بد منه العمة والمخصرة وربما قام فيهم وعليه إزاره قد خالف بين طرفيه وربما قام فيهم وعليه عمامته وفي يده مخصرته وربما كان قضيبا وربما كانت العصا وربما كانت قناة وفي القنا ما هو أغلظ من الساق وفيها ما هو أدق من الخنصر وقد تكون محككة الكعوب مثقفة من الاعوجاج قليلة الابن وربما كان العود نبعا وربما كان شوحا وربما كان من أبنوس ومن غرائب الخشب ومن كرائم العيدان ومن تلك الملس المصفاة وربما كانت لب غصن كريم فان للعيدان جواهر كجواهر الرجال ولولا ذلك لما كانت في خزائن الخلفاء والملوك ومنها ما لا تقربه الأرضة ولا تؤثر فيه القوادح والعكاز إذا لم يكن في أسفله زج فهو عصا لأن أطول القنا ان يقال رمح خطل ثم رمح نائر ثم رمح مخموس ثم رمح
433
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 433