فالتفت إليّ فقال : متى أنكرت صاحبك ؟ قلت : آنفا . فلمّا أراد المضيّ قلت : أفتدعه هكذا ؟ وللَّه ما آمن أن يتهوّر [1] في بعض آبار العقيق ! قال : صدقت ، يا غلام قيد البغلة ، فأخذ القيد فوضعه في رجله وهو ينشد البيت ويشير بيده إليه يري أنه [2] يفهم عنه قصّته . ثم نزل الشيخ وقال لغلامه : يا غلام ، احمله على بغلتي وألحقه بأهله . فلمّا كان بحيث علمت أنه فاته أخبرته بخبره ، فقال : قبّحك اللَّه ماجنا ! فضحت شيخا من قريش وغررتني . ابن أبي عتيق وشعر العرجي أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني عروة بن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير عن عروة بن أذينة [3] قال : / أنشد ابن جندب الهذليّ ابن أبي عتيق قول العرجيّ : < شعر > وما أنس م الأشياء لا أنس قولها لخادمها قومي اسألي لي عن الوتر فقالت يقول الناس في ستّ عشرة فلا تعجلي منه فإنّك في أجر فما ليلة عندي وإن قيل جمعة ولا ليلة الأضحى ولا ليلة الفطر بعادلة الإثنين عندي وبالحرى يكون سواء منهما ليلة القدر < / شعر > فقال ابن أبي عتيق : أشهدكم أنّها حرّة من مالي إن أجاز ذلك أهلها ، هذه واللَّه أفقه من ابن شهاب . شعر العرجيّ في زوجته أم نعمان بنت بكير بن عمرو بن عثمان بن عفان أخبرني حبيب بن نصر قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الموصليّ قال : تزوّج العرجيّ أمّ عثمان بنت بكير بن عمرو بن عثمان بن عفّان ، وأمّها سكينة بنت مصعب بن الزّبير ، فقال فيها : < شعر > إنّ عثمان والزّبير أحلَّا دارها باليفاع [4] إذ ولداها إنّها بنت كلّ أبيض قرم [5] نال في المجد من قصيّ ذراها < / شعر >
[1] يتهوّر هنا : يسقط . [2] لعلها : « يريد أن يفهم عنه قصته » . [3] كذا في ح . وفي ت : « حدّثني عمرو بن الزبير عن عروة بن أذينة » . وفي سائر النسخ : « حدّثني عروة بن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير بن عروة بن أذينة » . وهذه الرواية ظاهرة التحريف ؛ فإن عروة بن الزبير بن العوّام ليس ابنا لعروة بن أذينة . ويظهر أن نسخة ح أقرب للصواب ، غير أنه يلاحظ أن فيها عروة بن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير ، ولم يرد هذا الاسم في « كتب التراجم » ، ولم يعرف أن لعبد اللَّه بن عروة بن الزبير ابنا اسمه عروة ، وإنما ابنه عمر بن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير ، والمعروف أنه روى عن أبيه وجده ولم يعرف أنه روى عن عروة بن أذينة . فلعل الصواب في هذه النسخة : « حدّثني عمر بن عبد اللَّه عن عروة بن الزبير عن عروة بن أذينة » ؛ لأن رواية عروة بن الزبير عن عروة بن أذينة وإن لم يرد في « كتب التراجم » ما يثبتها ، أقرب من رواية عمر بن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير عنه . وأما نسخة ت فلم نستطع التثبت من صحتها ؛ لأنه لم يرد في « كتب التراجم » من تسمى بعمرو بن الزبير ، حتى نعلم أروى عن عروة بن أذينة أم لا . [4] اليفاع : المشرف من الأرض والجبل . [5] القرم من الرجال : السيد المعظم .