نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 37
قطعا في نطاق ما أورده ( جيمز هنري بريستد ) طعنا عليه ، ولو كان كلامه صلى الله عليه وسلم صادرا عن الشعور أو اللاشعور لوقعت فيه أخطاء ، ما من ذلك بد . * * * ثالثا : الاستدلال بالتاريخ والاجتماع : ان الذين يستدلون بالتاريخ أو الاجتماع خطأهم الأساسي انهم لا يدرسون الدين من وجه صحيح ، ولهذا يبدو لهم الدين شيئا غريبا ، ومثال ذلك أن ترى شيئا مربعا من زاوية منحرفة فيتراءى لك مثلثا . ان الخطأ الذي يقعون فيه هو انهم يتناولون الدين على أنه مشكلة موضوعية Objective problem . فهم يجمعون في سلة واحدة كل ما أطلق عليه اسم ( الدين ) ، من رطب ويابس ، في أي مرحلة من التاريخ ، ثم يتأملون في ضوء هذا المحصول حقيقة الدين ! ! ان موقفهم ينحرف من أولى مراحله ، فيبدو لهم الدين جراء هذا الموقف الفاسد عملا اجتماعيا . ، لا كشفا لحقيقة ، ومن المعلوم ان لكل ما يكشف عن حقيقة من الحقائق مثلا أعلى ، ولابد عند البحث عن هذه الحقائق ان ندرس مظاهرها وتاريخها في ضوء مثله الأعلى . . اما الأمور التي تأتي بها اعمال اجتماعية فليس لها مثل أعلى . وبقاؤها رهن بحاجة المجتمع إليها . والدين يختلف عن ذلك كل الاختلاف . ، فليس من الممكن البحث عن حقائقه ، كما يبحث عن تطورات فنون العمارة والنسيج والحياكة والسيارات ، لان الدين علم على حقيقة يقبلها المجتمع أو يرفضها ، أو يقبلها في شكل ناقص ، ويبقى الدين في جميع هذه الأحوال حقيقة واحدة في ذاتها ، وانما يختلف في اشكاله المقبولة ، ولهذا لا يمكن ان نفهم حقائق ( الدين ) بمجرد فهرسة مماثلة لجميع الاشكال الموجودة في المجتمعات باسم الدين . ولنأخذ على سبيل المثال لفظ ( الجمهورية ) . فهي قيمة سياسية لنظام خاص بالحكم وفي ضوء هذه القيمة نستطيع ان نحكم على بلاد بأنها جمهورية ، أو بأنها ليست كذلك ، . لكنا لو ذهبنا نبحث عن معاني ( الجمهورية ) في النماذج السياسية التي توجد عبر القارات ، ويلتصق بها لفظ ( الجمهورية ) ، ثم زعمنا ان كل هذه البلاد قائمة ( على أسس جمهورية ) . فسوف تصبح كلمة الجمهورية بلا معنى . ففي هذه الحالة ستختلف ( جمهورية ) الصين عن ( جمهورية ) الولايات المتحدة الأمريكية . وستعارض ( جمهورية ) إنجلترا ( الجمهورية ) العربية المتحدة . كما أن ( جمهورية ) باكستان ستصطدم ( بالجمهورية ) التي تلتزم بها الهند . فإذا تأملنا كل هذه المشاهدات في ضوء ( فلسفة التطور ) فان هذه الكلمة سوف تفقد معناها حتما ، لان فرنسا التي أنجبت النظام الجمهوري سوف تبرهن على أن ( الجمهورية ) بعد ( نشوئها وارتقائها ) تتمثل في ديكتاتورية ديجول العسكرية . وهذا النهج في التناول يؤدي إلى نتيجة غريبة ، هي انه لا حاجة إلى ( الاله ) في الأديان ! !
37
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 37