responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 26


الأولى : المرحلة اللاهوتية ( Theological Stage ) وهي التي فسرت الاحداث فيها باسم الاله .
والثانية : المرحلة الميتافيزيقية : وفيها فسر الانسان الاحداث باسم عناصر خارجية ، لا يعلمها ، ولكنه لا يذكر اسم الاله .
والثالثة : المرحلة الوضعية ( Positive Stage ) ، التي اخذ الانسان يفسر فيها الاحداث باعتبارها عناصر خاضعة لقوانين عامة ، يمكن ادراكها بالمطالعة ، أو بالمشاهدة العلمية . وفي هذه المرحلة لا تذكر الأرواح والآلهة والقوى المطلقة . ونحن ، وبناء على هذا ، نعيش في المرحلة الثالثة التي تسمى في الفلسفة الحديثة بالوضعية المنطقية ( Logical Positivism ) . ان نظرية الوضعية المنطقية أو التجريبية العلمية ( Scientific Empricism ) لم تعرف كحركة علمية عالمية الا خلا ل العقد الرابع من القرن الحاضر ، ولكنها . كفكرة ، نشأت قبل ذلك بسنين طويلة . وعلى ظهر هذه الفكرة نجد أسماء كبار العلماء والفلاسفة من أمثال : هيوم ، وميل . إلى برتراندرسل . وقد أصبحت هذه الفكرة اليوم ، بفضل العدد الكبير من المؤسسات العلمية التي تقوم بدور فعال في الدعاية لها ، . من أهم الحركات العلمية الحديثة . ويقول أحد الباحثين :
كل معرفة حقة مرتبطة بالتجارب . بحيث يمكن فحصها أو اثباتها . بصورة مباشرة أو غير مباشرة [1] . وبناء على هذا يدعي معارضو الدين ان التطور الذي بلغ به الانسان اليوم أعلى مستوى من الانسانية ، هو نفي للدين من تلقاء نفسه . . والسر في ذلك أن الأفكار المتطورة الحديثة تؤكد ان الحقيقة ليست الا ما يمكن فحصه وتجربته علميا . وقد قام الدين على حقيقة لا سبيل إلى مشاهدتها وفحصها علميا وبعبارة أخرى : ان التفسير اللاهوتي للأحداث والوقائع لا يمكن اثباته بالوسائل العلمية ، فهو باطل لا حقيقة له .
ويترتب على هذا القول بان : الدين تفسير زائف لوقائع حقيقية ، ذلك أن علم الانسان القديم المحدود لم يقدم التفسير الحقيقي للأحداث . ، على حين ان القانون العام للتطور أتاح لنا ان نبحث عن الحقائق بالوسائل التجريبية الصحيحة .
ويمكن ان نقول هذا الكلام بأسلوب آخر : ان موقف علماء الأديان القديمة أشبه برجل يكتب شيكا لا رصيد له في المصرف ، فهم قد صاغوا عبارات ليس وراءها حقائق علمية ، وعبارة ( الحقيقة العليا غير المتغيرة ) صحيحة نحوا ، ولكن ليس لها أي أساس علمي [2] .



[1] Dictionary of Philosophy , N . Y . , P . 285 .
[2] Religiin and The Scientific Outlook , p . 20 .

26

نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست