نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 23
يؤيدها . وعلى العكس من ذلك ، فان جميع هذه الاقتباسات قد استعملت توضيحا لدليل أو قضية ، فقد يعبر المؤلف عن قضية معينة بألفاظه تارة ، وقد يستعير ألفاظ الآخرين حتى يتبين الموضوع ، تارة أخرى . والاتجاهات التي تمثلها هذه الاقتباسات ليست بآراء ذاتية لأصحابها ، وانما هي كشوف علمية ، يمنحها الملحدون معاني مختلفة . اما نحن فقد جمعناها حين شعرنا انها في صالح الدين . واما الاقتباسات التي تؤيد الدين صراحة ، فأكثرها لعلماء يدينون بالمسيحية ، ولا عجب ، فهم يشاركوننا في كثير من العقائد السماوية . * * * وواضح من عنوان الكتاب ، انه يهدف إلى اثبات أحقية الدين امام الفكر المادي الجديد . وهذا الاثبات يتخذ لنفسه أسلوبين ، أولهما : ان نستدل بان الدين ليس ( ماديا ) ، بل فوق المادة ، وبناء على ذلك ليس للعلوم المادية ان تعترض طريق الدين . وقد أصبح هذا الاستدلال في غاية القوة ، حيث إن العلماء قد اعترفوا في هذا القرن : ( بان العلوم المادية لا تعطي الا علما جزئيا عن الحقائق ) . ومغزاه انه ، بناء على اعتراف هذه العلوم نفسها ، هناك حقائق أخرى ، لا تستطيع العلوم المادية الوصول إليها ، ومنها حقائق الدين . ويعتبر كتاب ( ج . و . ن . سوليفان ) خير محاولة في هذا الموضوع ، وسوف نستعرضه في الباب السابع من هذا الكتاب . واما الطريقة الأخرى لاثبات حقائق الدين ، فهي اتباع نفس الطرق العلمية التي يتبعها العلماء الملحدون لاثبات معتقداتهم . وقد ركز المؤلف أهمية أكثر على هذا الجانب . . فهو يرى أنه لا بد من اتباع نفس أساليب الاستدلال التي يستغلها الملحدون . ، حتى يمكن اثبات حقية الدين . * * * وهناك ناحية أخرى لا بد من توضيحها هي ان الأسلوب الذي سلكه الكتاب قد يكون غريبا على بعض الأذهان ، من علماء الدين . وإذا كان الامر كذلك ، فاني أقول : انه لا بد من مراعاة حقيقة ، هي ان هذا الكتاب لا يستهدف تفسير الدين ، بل هو وليد ضرورة كلامية ، فالأسلوب الذي يسلك عند تفسير الدين امام أصحاب الفطر الدينية المؤمنة ، غير الأسلوب الذي يستخدم عندما يكون الحاضرون ممن يزعمون أن الدين خدعة وأضحوكة وتخدير للشعوب ، فكلما أردنا مواجهة الأسئلة التي تثار ضد الدين ، كان لا بد من تغيير لهجتنا ولغتنا ، بتلك التي يستغلها الأعداء ، حتى نستطيع ان نقف اما العواصف . وعلينا الا ننسى ان طريقة
23
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 23