نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 11
إسم الكتاب : الإسلام يتحدى ( عدد الصفحات : 188)
أدت إلى سوء أحوال المسلمين ، ثم وضع خريطة للمستقبل ، بعد الوقوف على أسباب النكسة التي اصابتنا ، وتقوية الشعور القومي لدى المسلمين ( في شبه القارة الهندية ) ، ليربط بين مختلف أنشطتهم ، فيجعلها مجموعة معنوية متكاملة ، وحثهم على مواصلة الجهد لتكون منهم أمة قوية جامعة في العالم . وبكلمة أخرى ، نحن نصبو إلى بعث الأحلام التي رآها أسلافنا خلال كفاحهم وتحقيقها ، لاعلاء شان الأمة المسلمة ، وهي الأحلام التي لم تتحقق ، لسبب أو لآخر . وهذه هي المهمة الفكرية التي تضطلع بها صحيفتنا ( الجمعيت الأسبوعية ) ، ويمكننا ان نقول بحق : ان هذه المهمة قد أصبحت أكبر ميزة خاصة لجريدتنا في المجال الصحفي ، في هذا العصر ، على حين أصبحت الصحافة الاسلامية علما على الرثاء ، بل إن آخر ما تستطيعه هذه الصحافة هو مجرد التعليقات السياسية على الاحداث العامة ، وتقديم بعض المعلومات الطريفة التي يتشوق إليها العامة من القراء . ففي هذا المناخ الصحفي تعتبر ( الجمعيت الأسبوعية ) الصحيفة الوحيدة التي تعمل على احياء وتقوية الشعور القومي لدى المسلمين ، باحثة عن مواطن الخطأ في كفاحهم الحضاري ، ونحن لا نجد كلمات نشكر الله بها ، على أنه - سبحانه اختارنا بمشيئته لسد هذا الفراغ . فالرجل كما نرى صاحب دعوة ، يريد ابلاغها إلى ضمير الأمة المسلمة بلاغا يحركها نحو أهدافها ، ويوحدها امام الاخطار ، وهي دعوة ذات شقين ، أحدهما يستنفد العمر كله ، ولكنه يعمل لتحقيق كليهما بوسائله المتاحة : ان يكتب كتبا ، وان يسخر مجلة أسبوعية . والواقع ان كتابه هذا يعتبر تحقيقا لحلم طالما راود كتاب العقيدة والمدافعين عنها ، فقد كانت محاولات السابقين للبرهنة على وجود الله ، واثبات الرسالة ، وما يتصل بهما من حقائق ميتافيزيقية قد وقفت عند جهود علماء الكلام ، باستخدام الأقيسة المنطقية ، التي بليت لطول ما لاكتها الألسن ، وأصبح مجرد التحدث بها داعية إلى الملل منها ، بل إن لغتها لم تعد مفهومة لشباب الاسلام ، الذي يعيش في هذا العصر ظروفا تتغير من يوم لآخر ، وتطالعه ثقافات ذات جدلية ماهرة ، ومناهج علمية تجريبية ، لم يعد العقل يقنع بدونها . لقد أصبح كل شئ موضع شك . وبذلك سقطت القضايا القائمة على المسلمات المنطقية ، لأنه لا شئ في العقل الحديث بمسلم منطقيا ، الا وله نقيض منطقي يمكن ان يحتمله العقل . اما التجربة فهي الدليل الذي لا يدفع على قضيتها ، وما ينتج عن التجربة ليس مسلما منطقيا ، ولكنه حقيقة نسبية موضوعية ، وهذا شان العلم . ومن هنا كان لا بد من تغيير المناهج الكلامية ، لاشباع رغبات متجددة في اليقين ، تريد أن تؤسس موقفها على ارض من المعرفة الجديدة التي اخترقت الآفاق ، وقاست ابعاد النجوم ، وتغلغلت في اسرار المادة ، حتى حطمتها واستخرجت منها طاقات لا حدود لها .
11
نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 11