نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 259
وكان نهراوس قد عاود الانعكاف على اللذات ، والاحتجاب عن الناس لما كان العزيز كفاه من أمر الملك والرعية . واتصل خبر زليخا مع يوسف عليه السلام بنساء من نساء أصحاب الملك فعيرنها بذلك . فأحضرت منهن جماعة وعملت لهن طعاما ، فلما أكلنه أحضرت لهن شرابا ، وأجلستهن مجلسين مجلسا حذاء مجلس ، مذهبين جميعا ، وفرشتهما بالديباج الأصفر المذهب ، وأرخت عليهما ستور الحرير والديباج . وجلسن فيهما للشراب وقدمت بين أيديهن فاكهة كثيرة ، وسكاكين أنصبتها من الجوهر ، وقالت لهن اقطعن من هذه الفاكهة بهذه السكاكين ، ويقال إن الذي كان ينزل بين أيديهن أترج وهو المتكأ ، فأمرت المواشط بتزيين يوسف عليه السلام . وإخراجه إلى المجلس الذي كانت تجلس هي فيه والنسوة للشراب . وكانت الشمس ذلك الوقت محاذية لذلك المجلس . فأخذته المواشط ونظمن شعره بأصناف الجوهر . وألبسنه ثوب ديباج أصفر منسوج بدوائر مذهبة . وفيها صور خضر صفار . وعدلن شعره على جبينه إلى قرب حاجبيه . ووصلن جبهته ، وعقربن على خديه صدغيه ، ورددن ذؤابته على صدره . ودفعن إليه بمذبة ذهب شعرها أخضر . فلما فرغ النسوة من أكلهن وجلسن للشراب ، وأحضرت الفواكه وسقتهن أقداحا دفعت إليهن السكاكين ، وقالت لهن قد بلغني ما أخذتن فيه من أمري مع عبدي . فقلن لها إن الامر على ما بلغك إلا أنك أعلى عندنا قدرا من هذا ومثلك يرتفع عن أولاد الملوك لحسنك وشرفك وعقلك ، فكيف كنت ترضين بعبدك ؟ قالت لم يبلغكن الصدق عني . ولم ارض لنفسي بذلك ، فلو رضيته لكان هو اهلا لذلك ، وشارت إلى المواشط باخراجه ، فرفعت ستور المجلس الذي يحاذي مجلسها
259
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 259