نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 239
كل صنف وفي كل يوم حتى علم مسيرها ، فوجه إليها ثلث جيشه ، فعملت لهم من الأطعمة والأشربة المسموعة فوق الحاجة . فلما وصل الجيش إليها اشغلتهم الجواري والولدان بالأطعمة والأشربة والطيب ( والرياحين ) فلم يصبح منهم أحد حيا ومن أصبح منهم حيا قتل . وقد كانت وكلت بهم من جيوشها من يفعل ذلك ، ووجهت إلى كل جهة من يضبط الطرق ويحرسها حتى لا يصل إليه خبر من ذلك واخذت جميع ما خلفوه ونقلته إلى مصر . وسارت فلقيها الثلث الآخر ففعلت به مثل ذلك وكتبت إليه تعرفه أنها وجهت ما وصل إليها من جيشه إلى مصر ومملكتها في تلك الجهات ليحفظوها خلال كونها عنده . ثم وصل إليها الثلث الثالث من جنده فجرى أمره مجرى الثلثين الأولين إلى أن وصلت إليه ومعها عسكر مجرد من ثقات رجالها وأعيان جيشها وفرسانها ، فلم يشعر إلا وهم قد أحاطوا به في القصر الذي كان بناه بالإسكندرية ، فدخلت عليه هي وظئرها وجواريها معها فنفخت ظئرها في وجهه نفخة ذهب بها لبه ورشت عليه ما كان معها فارتعبت مفاصله وخذلت قوته ، وقالت من ظن أنه يغلب النساء فقد كذبته نفسه ، وغلبته النساء . ثم فصدت بعض عروقه وشربت من دمه وقالت دماء الملوك شفاء وقتلته ، وأخذت رأسه فوجهت به إلى قصرها ونصبته عليه . وحملت تلك الأموال إلى منف ، وبنت منار الإسكندرية وزبرت عليها اسمها واسمه ، وما فعلته به والتاريخ على المنار . واتصل خبرها بالملوك الذين يتزاحمون على بلادها فهابوها ، وخافوا من حيلها وأذعنوا لها وهادوها وتصنعوا لها . وعملت بمصر عجائب كثيرة ، وأمرت أن يبنى على حدود مصر من ناحية النوبة حصن وقنطرة يجري النيل من تحتها ، فعملت ذلك . واعتلت حوريا فاجتمع إليها أهل بلدها وسألوها أن تقلد الملك أحدا
239
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 239