responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 214


حتى أتى الإسكندرية الأولى فعاث فيها وهدم كثيرا منها وغير معالمها ، إلى أن دخل النيل من ناحية رشيد ، وصعد إلى منف ، وأهل تلك البلاد يحاربونه وهو ينتهب ما مر عليه ، فوجد منفا ممتنعة بالطلسمات الشداد ، والمياه العميقة والسرادقات العالية فأقام عليها أياما كثيرة فحاربها طمعا أن يصل إليها ، فلم يقدر ورأى كثرة الناس عليها ، وأنهم كل يوم يزيدون وأصحابه ينقصون ، فاغتاظ على الكاهن وأراد قتله فلم يمكنه .
وفر إلى أهله فسيروه حتى أمر الكهان إلى أوله من الظهور فرجع إلى حاله [1] وهلك من أصحابه خلق كثير ، واجتمع أهل النواحي فقصدوا مراكبه ، فأحرقوا أكثرها فأجمع هو ومن معه على الهروب .
ولما علم أهل مصر بذلك الكاهن الذي كان معه ، انحشدوا إليه بما قدروا عليه من المراكب ، وظفروا بأكثر أصحابه فقتلوهم وغرقوا مراكبهم ، فكان أعظم مطالب ملكهم أن يخلص نفسه ، فأسرع الهرب في مركب استجاده لمثل ذلك الحال .
ففر وسلط الله على مراكبهم رياحا غرقت كثيرا منها ، فما عادوا إلى الإفرنجة إلا وملكهم قد ثقل بالجراحات التي أصابته ، ورجع الناس إلى منازلهم وقرارهم ورجع الملك إلى مصر وترك ما كنزه في موضعه عتيدا له .
ويقال انه كان هناك إلى هذا الوقت ، ولم يزل بعد ذلك الوقت يغزو بلاد الروم ، وأهل الجزائر ، ويعيث فيها ويخربها ، فهابته الملوك .
وأقام ملكا سبعا وستين سنة ، وهلك ودفن بمنف في ناووسه الذي كان عمل له في وسط المدينة من تحت الأرض ، وجعل الدخول إليه من خارج



[1] هكذا في الأصول ، ولم نغير فيها شيئا .

214

نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست