responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 211

إسم الكتاب : أخبار الزمان ( عدد الصفحات : 278)


ولم يكن لمصر ملك ، الا وقد عمل للرمل طلسما يبعدها ويوقفها ، ثم تفسد طلسماتها على تقادم الأيام ولا ينبغي لاحد أن ينكر كثرة بنيانهم ومدائنهم . وما نصبوه من الاعلام العظام .
فقد كان للقوم بطش لم يكن لغيرهم ، وفيما يظهر من آثارهم بيان تحقيق ما يذكر عنهم .
من ذلك مثل هذه الأهرام والاعلام العظام المشهورة بالإسكندرية ، وفي صحراء الغرب عجائب باقية من ذلك ، وما لهم من الجبال المنحوتة التي جعلوا كنوزهم فوقها ، فلا يصل أحد إليها ، وكذلك الأودية المنحوتة ، ومثل ما بالصعيد من مدائنهم ، وما نقشوه عليها من حكمهم ، فإنه لو تعاطى أحد من ملوك الأرض أن يبني مثل الهرمين ، أو جميعهم ما تهيأ لهم ذلك ، وكذلك لو أرادوا أن ينقشوا ثوبا واحدا لطال عليهم الامر وتركوه .
وحكي عن قوم في ضياع الغرب ، أن عاملا من عمالهم عنق بهم ، فدخلوا في صحراء الغرب ، وحملوا معهم زادا إلى أن تصلح أمورهم ويرجعوا إلى منازلهم ، وكانوا على يوم وبعض آخر ، فدلجوا إلى جبل ، فوجدوا عيرا أهليا قد خرج من بعض شعابه ، فتبعه نفر منهم ، فأخرجه إلى مساكن وأشجار ونخل ومياه وناس ، فهم يسكنون تلك الناحية ، ويتناسلون ويزرعون ، ولا يطالبهم أحد بخراج .
وأخبروهم أنهم لم يدخلوا إلى ضياع الغرب ، فصاروا نحوهم بأهليهم ومواشيهم وجميع أموالهم ، فأقاموا مدة يطلبون الطريق فما وجدوه ، ولا عرفوه ، ولا وقفوا له على خبر ، ولا تأتى لهم لوصول إليهم ، فرجعوا آيسين على ما فاتهم من ذلك الموضع .

211

نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست