responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 209


فشكروا فعله وانصرفوا ورجع إلى ما كان عليه وأعظم .
واحتجب عن الناس واستحلت الهياكل والكهنة فأبغضه العامة والخاصة وابتغوا له الغوائل ، فاحتال عليه خاصته بطباخه وسقاته فسماه ، فمات وهو ابن مائة وعشرين سنة ، فكان ملكه خمسا وسبعين سنة .
وصار الملك بعده إلى ابنه صاصا ، وأكثر القبط تزعم أن صاصا هذا أخو الشاد وانه ابن مربيس الملك .
ولما جلس صاصا على سرير الملك دخل الناس عليه يهنئونه ، فوعدهم العدل فيهم وحسن النظر لهم ، وسكن منف ونفى الملهين وأهل المجالات وأهل الشر ومن كان يصحب أباه .
وأصلح الهياكل ورد الكهنة إلى مراتبهم ، وعمل بمنف عجائب كثيرة وطلسمات ، وأجرى فيها الأنهار ، ونصب العقاب الذي كان عمل قبله على موضعه وشرف هيكله ودعى إليه .
وعمل بمنف مرآة يعرف بها زمان الخصب والجدب وما يحدث ببلده ، وبنى داخل الواحات مدائن ، وغرس فيها نخلا كثيرا ، ونصب غرب البحر أعلاما كثيرة ، وعمل خلف المقطم صنما يقال له صنم الحيلة ، فكان كل من أعجزه امر أتاه يسأله ، فيخبره ويبين له ما عزب عن معرفة منه .
وجعل على أطراف مصر أصحابا يرفعون له ما يجري في حدود أرضه ، وعمل على غربي النيل منابر إذا قصدهم قاصد يوقد عليها فيصل إليه الخبر من ليله أو من يومه ، وجعل على البحر المالح مثل ذلك ، ووكل بجمعها جماعة يحرسونها .

209

نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست