نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 206
وتقول القبط إنه بنى سربا تحت الأرض من أشمون إلى انصباب النيل ، وقيل إنه عمله لنسائه لأنهن كن يمضين إلى هيكل الشمس ، وكان هذا السرب مبلط الأرض ، والحيطان بالزجاج الملون العجيب . وقيل إن أشمون كان أطول إخوته ملكا ، وقال أهل الأثر إن ملكه ثمانمائة سنة ، وإن قوم عاد انتزعوا الملك منه بعد ستمائة سنه من ملكه ، وأقاموا تسعين سنة ثم كرهوا البلد واستوبؤوه [1] فرحلوا عنه إلى الراهبة من طريق الحجاز إلى وادي القرى ، فعمروها واتخذوا المنازل والمصانع والقرى ، وسلط الله عليهم القر فأهلكهم . وعاد ملك مصر إلى أشمون بعد خروجهم من البلد ، ويقال إنه عمل في وقته وزة من نحاس ، وكان الغريب إذا جاء ليدخل صاحت الوزة وصفقت بجناحيها فيعلم به أهل البلد ، فان أحبوا أدخلوه ، وإن أحبوا تركوه . وكثرت الحيات في وقته فاحتال لها بحيلة كانوا يأخذونها بأيديهم ، ويعملون من شحومها ولحومها أدوية ودرياقات . وهو أول من عمل النيروز بمصر ، يقيمون سبعة أيام يأكلون ويشربون إكراما للكواكب بزعمهم . وفي زمانه بنيت البهنسا ، وأقام بها مطرانا ، وجعل فوقها مجلسا من زجاج أصفر وعليه قبة مذهبة ، وكانت الشمس إذا طلعت ألقت شعاعها على المدينة . ويقال إنه ملكهم ثمانمائة سنة وثلاثين سنة ، ومات ودفن في إحدى الأهرامات الصغار [ القبلية ] [2] .