responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 128


درهم فأنفقه في نوائب الاسلام وحقوقه ، ولم يكن خفيف الظهر ، قليل العيال والنسل ، فيكون فاقد جميع اليسارين بل كان ذا بنين وبنات وزوجة وخدم وحشم ، ويعول والديه وما ولدا ، ولم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل ذلك عنده مشهورا ، فيخاف العار في ترك مواساته ، فكان انفاقه على الوجه الذي لا يجد في غاية الفضل مثله ولقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما نفعني مال كما نفعني مال أبي بكر " .
قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : أخبرونا على أي نوائب الاسلام أنفق هذا المال ، وفي أي وجه وضعه ؟ فإنه ليس بجائز ان يخفى ذلك ويدرس حتى يفوت حفظه ، وينسى ذكره ، وأنتم فلم تقفوا على شئ أكثر من عتقه بزعمكم ست رقاب لعلها لا يبلغ ثمنها في ذلك العصر مائة درهم . وكيف يدعى له الانفاق الجليل ، وقد باع من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعيرين عند خروجه إلى يثرب . وأخذ منه الثمن في مثل تلك الحال ، وروى ذلك جميع المحدثين ، وقد رويتم أيضا انه كان حيث كان بالمدينة غنيا موسرا ، ورويتم عن عائشة انها قالت : هاجر أبو بكر وعنده عشرة آلاف درهم ، وقلتم إن الله تعالى انزل فيه ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ان يؤتوا أولى القربى ) [1] ، قلتم : هي في أبي بكر ومسطح بن أثاثة ، فأين الفقر الذي زعمتم انه أنفق حتى تخلل بالعباءة ! ورويتم ان لله تعالى في سمائه ملائكة قد تخللوا بالعباءة . وان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رآهم ليلة الاسراء ، فسأل جبرائيل عنهم فقال : هؤلاء ملائكة تأسوا بأبي بكر بن أبي قحافة صديقك في الأرض ، فإنه سينفق عليك ماله ، حتى يخلل عباءة في عنقه ، وأنتم أيضا رويتم ان الله تعالى لما انزل آية النجوى ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم ) [2] الآية لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده ، مع اقراركم بفقره وقلة



[1] سورة النور ، الآية 22 .
[2] سورة المجادلة ، الآية 12 .

128

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست