نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 690
الجنس والفصل يميّزه ويخصّصه ، فإنّ عدم العلامة علامة من لا علامة له ، ولا بدّ أنّ يكون لله حقيقة ، فالسؤال صحيح عن الحقيقة ، ولا يلزم أن يكون داخلا تحت جنس وفصل . ويجاب عن ذلك أيضا بما يشترك فيه مع غيره من اللوازم الكلية العامة ، وبما يختصّه وينفرد به ، فكان سؤال فرعون صحيحا ، وجواب موسى أيضا صحيحا ، فإنّ سؤاله كان عن حقيقة ربّ العالمين . ولكنّ الجواب عن هذا لا يكون إلَّا ببيان المضاف إليه ، فإنّ الربوبية معلومة لهم ، والربّ من الأسماء المضافة ولا يرد إلَّا مضافا ، وكان فرعون يقول : * ( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلى ) * [1] فكان يضيف إليهم ربوبيته العرضية ، فلزم أن يعرف المضاف إليه في الجواب ، فيتحقّق امتياز ربوبية هذا الربّ عن ربوبية غيره ممّا توهّموا فيه الربوبية ، فقال في الجواب : * ( رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا ) * [2] يعني : هذا الربّ ربوبيته محيطة كلَّية عامّة في كل ما هو موجود في السماوات العلويات والأرضين السفليات ، ولمّا كان المتداول عندهم في التعريفات بيان الجنس والفصل ، ولم يقع الجواب على ذلك النهج ، أو هم فرعون الحاضرين بموجب ما كان مستقرّا في نفوسهم أنّ جواب موسى غير مطابق لسؤال فرعون . قال - رضي الله عنه - : « والجواب عنه لا يكون إلَّا بما أجاب به موسى وهنا سرّ كبير ، فإنّه أجاب بالفعل لمن سأل عن الحدّ الذاتي ، فجعل الحدّ الذاتيّ غير [3] إضافته إلى ما ظهر به من صور العالم ، [ أو ما ظهر فيه من صور العالم ] فكأنّه قال » يعنى ذلك الجواب ، وهو ربّ السّموات والأرض وما بينهما « له في جواب قوله : * ( وَما رَبُّ الْعالَمِينَ ) * [4] قال : الذي يظهر فيه صور العالم » [5] أي بالمربوبية « من علو وهو السماء ،
[1] النازعات ( 79 ) الآية 24 . [2] الشعراء ( 26 ) الآية 24 . [3] في بعض النسخ : عين . [4] الشعراء ( 26 ) الآية 23 . [5] في بعض النسخ : صور العالمين .
690
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 690