responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 180


النفسي النفسي لها بحياته الروحية النورية الباقية ، فاقتضت تلك النشأة الروحانية البقاء والدوام لرسوخ حقائقها وأصولها الروحانية في جوهر الروح أعني الأخلاق والنعوت والصفات والعلوم ودوام التجلَّي النفسي الإلهي فيها فإذا انتقل الأمر إلى الآخرة ، وظهرت النفوس والأرواح الإنسانية في صورها الروحانية البرزخية والمثالية والحشرية ، وغلبت الروحية على الصورية ، والنورية على الظلمة ، واختزن الحق الأسرار والأنوار والحقائق في تلك الصور الأخراوية ، * ( وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ ) * [1] كان الإنسان بأحدية جمعه ختما على تلك النشأة الأخراوية إلى الأبد ، فافهم .
قال - رضي الله عنه - : « فظهر جميع ما في الصورة الإلهية من الأسماء في هذه النشأة الإنسانية » .
يعني - رضي الله عنه - على الوجه الأفضل الأكمل ، فإنّ ظهور الحقائق الأسمائية في الصور الكليّة الأحدية الجمعية الكمالية ظهور جمعي أحدي كمالي ، بخلاف ظهورها في الصور التفصيلية الفرقانية فإنّ ظهورها فيها متفرّق تفصيليّ ، بمعنى أنّ ظهور الحقائق الأسمائية الإلهية في كل كامل كامل جمعي أحدي كلي بحسب المظهر الأجمع الأكمل ، وظهورها في كل جزء من العالم جزئي بحسبه كذلك ، وقد لا يظهر في أكثر أجزاء العالم أكثر الأسماء فضلا عن أن تظهر تماما بكمالها ، وذلك في أسماء مخصوصة بالإنسان ، وظهورها في الإنسان تماما على الوجه الأكمل .
قال - رضي الله عنه - : « فحازت رتبة الإحاطة والجمع بهذا الوجود ، وبه قامت الحجّة لله - تعالى - على الملائكة » .
يعني - رضي الله عنه - : في قوله - تعالى - : * ( أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ ( غَيْبَ السَّماواتِ ) * ما لا تعلمون [2] .
قال - رضي الله عنه - : « فتحفّظ بما [3] وعظك الله بغيرك ، وانظر [4] من أين أتي



[1] العنكبوت ( 29 ) الآية 64 .
[2] البقرة ( 2 ) الآية 33 . وفيها : « غَيْبَ السَّماواتِ » بدل « ما لا تعلمون » .
[3] في بعض نسخ الفصوص : فقد .
[4] من أين أوتي على من أوتي عليه . ساقطة من بعض النسخ .

180

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست