نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 115
وأفعاله ، وعرف بالتحقيق أنّ الكلّ هو وبه ومنه واليه ، وقرأ صحيحا بلسان الحال قوله تعالى * ( هُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) * [1] . وأطلع يقينا على معنى قوله تعالى * ( الله نُورُ السَّماواتِ والأَرْضِ ، مَثَلُ نُورِه كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ، الْمِصْباحُ في زُجاجَةٍ ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ من شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ ) * [2] الآية . رزقنا الله تعالى الوصول إلى هذا المقام بمحمّد وآله الكرام ! ( 224 ) وبعبارة أخرى ، هذا ( المقام ) هو مشاهدة الحقّ من حيث الوحدة والكثرة والجمع والفرق ، ومن حيث الجمع بينهما ، لانّه لو شاهد وجودا واحدا عاريا عن جميع الكثرات الاسمائيّة والفعليّة ، فحينئذ ما شاهده على ما هو عليه في حدّ ذاته ، لانّه في حدّ ذاته موصوف بجميع الكمالات [3] ، أزلا وأبدا ، ومن جملة كمالاته ظهوره بصور جميع الموجودات ومعانيهم ، أزلا وأبدا ، وصار بذلك ( الشهود الجزئىّ ) محجوبا بذاته عن كمالاته ، وبوجوده عن خصوصياته . وان شاهد وجودا واحدا متكثّرا بهذه الكثرات ، متعيّنا بهذه التعيّنات ، وما حصل له [4] بذلك الفرق بين الكثرة والوحدة والتمييز بين الفرق والجمع ، فما شاهده لذلك [5] على ما هو عليه من الوحدة والجمعيّة ، لانّه في حدّ ذاته منزّه عن الكثرة والتعيّنات مطلقا ، أعنى ( تعيّنات الوجود ) الخارجىّ والذهنىّ ، بل ذلك كلَّه من كمالاته الاسمائيّة والصفاتيّة ، الراجعة إلى ذاته في مرتبة ثانية من مرتبة الوجود ، وصار أيضا ( صاحب هذا الشهود الجزئىّ ) محجوبا بكمالاته الاسمائيّة عن الذات ، وبخصوصيّاته الوصفيّة عن الوجود ، وذلك غير محمود كالاوّل . ( 225 ) فأمّا لو جمع بين المرتبتين بحيث لا يحتجب [6]
[1] هو الأول . . : سورهء 57 ( الحديد ) آيهء 3 [2] اللَّه نور . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 35 [3] الكمالات : + نعم ، ومن جملة كمالات النفس الروح صلوات اللَّه عليه Fh بنفس القلم ) [4] وأفعاله . . : وما حصل له M - : F [5] فما شاهده لذلك M : فلذلك ما يشاهده F [6] بذلك الفرق . . . لا يحتجب M - : F
115
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 115