نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 189
بالعرض والمجاز " لاتحاد ما له مع المعلوم بالذات . ومنها : أنه تقدم أن كل معقول فهو مجرد ، كما أن كل عاقل فهو مجرد [1] ، فليعلم أن هذه المفاهيم الظاهرة للقوة العاقلة ، التي تكتسب بحصولها لها الفعلية حيث كانت مجردة ، فهي أقوى وجودا من النفس العاقلة التي تستكمل بها وآثارها مترتبة عليها ، فهي في الحقيقة موجودات مجردة تظهر بوجوداتها الخارجية للنفس العالمة ، فتتحد النفس بها إن كانت صور جواهر ، وبموضوعاتها المتصفة بها إن كانت أعراضا ، لكنا لاتصالنا من طريق أدوات الإدراك بالمواد نتوهم أنها نفس الصور القائمة بالمواد نزعناها من المواد من دون آثارها المترتبة عليها في نشأة المادة ، فصارت وجودات ذهنية للأشياء لا تترتب عليها آثارها . فقد تبين بهذا البيان أن العلوم الحصولية في الحقيقة علوم حضورية . وبان أيضا أن العقول المجردة عن المادة لا علم حصوليا عندها ، لانقطاعها عن المادة ذاتا وفعلا . الفصل الحادي عشر كل مجرد فهو عاقل [ وعقل ومعقول ] لأن المجرد تام ذاتا ، لا تعلق له بالقوة ، فذاته التامة حاضرة لذاته موجودة لها ، ولا نعني بالعلم إلا حضور شئ لشئ بالمعنى الذي تقدم [2] ، هذا في علمه بنفسه ، وأما علمه بغيره ، فإن له لتمام ذاته إمكان أن يعقل كل ذات تام يمكن أن يعقل ، وما للموجود المجرد بالإمكان فهو له بالفعل ، فهو عاقل بالفعل لكل مجرد تام الوجود ، كما أن كل مجرد فهو معقول بالفعل وعقل بالفعل . فإن قلت [3] : مقتضى ما ذكر كون النفس الانسانية عاقلة لكل معقول ، لتجردها ، وهو خلاف الضرورة .
[1] راجع الفصل الأول من هذه المرحلة . [2] في الفصل الأول من هذه المرحلة . [3] هذا الإشكال أورده بعض من عاصر الشيخ الرئيس عليه كما نقل في المباحث المشرقية 1 : 373 ، والأسفار 3 : 458 .
189
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 189