نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 156
وقد تبين بذلك أن الحركة - ونعني بها القطعية - نحو وجود سيال منقسم إلى أجزاء تمتزج فيه القوة والفعل ، بحيث يكون كل جزء مفروض فيه فعلا لما قبله من الأجزاء وقوة لما بعده ، وينتهي من الجانبين إلى قوة لا فعل معها وإلى فعل لا قوة معه . الفصل الخامس في مبدأ الحركة ومنتهاها قد عرفت أن في الحركة انقساما لذاتها [1] ، فاعلم أن هذا الانقسام لا يقف على حد ، نظير الانقسام الذي في الكميات المتصلة القارة - من الخط والسطح والجسم - ، إذ لو وقف على حد كان " جزءا لا يتجزأ " ، وقد تقدم بطلانه [2] . وأيضا هو انقسام بالقوة لا بالفعل ، إذ لو كان بالفعل بطلت الحركة ، لانتهاء القسمة إلى أجزاء دفعية الوقوع . وبذلك يتبين إنه لا مبدأ للحركة ولا منتهى لها بمعنى الجزء الأول الذي لا ينقسم من جهة الحركة والجزء الآخر الذي كذلك ، لما عرفت آنفا أن الجزء بهذا المعنى دفعي الوقوع غير تدريجية ، فلا ينطبق عليه حد الحركة ، لأنها تدريجية الذات . وأما ما تقدم أن الحركة تنتهي من الجانبين إلى قوة لا فعل معها وفعل لا قوة معه [3] ، فهو تحديد لها بالخارج من ذاتها . الفصل السادس في موضوع الحركة وهو المتحرك الذي يتلبس بها قد عرفت أن الحركة خروج الشئ من القوة إلى الفعل تدريجا [4] ، وأن هذه القوة يجب أن تكون محمولة في أمر جوهري قائمة به [5] ، وهذا الذي بالقوة كمال
[1] راجع الفصل السابق . [2] راجع الفصل الثالث من المرحلة السادسة . [3] في الفصل السابق . [4] راجع الفصل الثالث من هذه المرحلة . [5] راجع الفصل الأول من هذه المرحلة .
156
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 156