نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 586
وسبع وثلاثين حركة ففتحتها بالاسم والمفاتيح فإذا فيها صور علوم الارتقاءات والمعارج ومعرفة اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة ولكن إذا كانت الارتقاءات والمعارج من المريدين لا من المرادين فتكون عن شوق ومجاهدة ورياضة ومكابدة ثم جئت إلى البيت الرابع فدخلته فإذا فيه ثلاث خزائن الخزانة الأولى عليها سبعة أقفال القفل الثاني منها لا مفتاح عليه والقفل الأول له مفتاح فيه ست حركات والقفل الثالث يحوي مفتاحه على أربعين حركة وبقية الأقفال تحوي على ستمائة حركة وست حركات فجميع حركات مفاتيحها ستمائة واثنان وخمسون حركة ففتحتها فإذا فيها علم النكاح وكيف يصحب الإنسان زوجته إذا كانت لا تعينه على طاعة ربه ويقف على قوله ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وهل يستعين الإنسان في عبادة ربه في وضوئه بغيره من صب الماء عليه إذا توضأ فإن بعض العلماء كره ذلك وقد رأى النفيس ابن وهبان السلمي في واقعته كراهة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرني به فمن هذه الخزانة يعرف ذلك ثم جئت الخزانة الثانية فرأيت عليها خمسة أقفال القفل الثاني منها مطبق والقفل الثالث لا مفتاح له والأول له مفتاح وكذلك الثاني والخامس وأما الرابع فله ثلاثة مفاتيح تحوي هذه المفاتيح على أربعمائة وثمان وسبعين حركة ففتحتها فإذا هي تناسب التي قبلها وتزيد عليها بأمور ليست فيها ثم جئت الخزانة الثالثة فإذا عليها خمسة أقفال القفل الأول لا مفتاح له والثاني والثالث والرابع ذو مفتاح مفتاح والخامس مفتاحان تحوي هذه المفاتيح على ست وأربعين حركة ففتحتها فإذا هي معرفة الحجارة التي توقد بها النار في الآخرة وكيف تكون الحجارة تقبل الوقود وهي يابسة واليابس لا يقبل الوقود في علم الطبائع وهل يجوز ما طبعه أمر ما أن يزال عنه طبعه مع بقاء عينه وذاته فإن في هذا العلم زل كثير وجهل ممن أثبت ذلك ونفاه وكلتا الطريقتين غير محمودتين ولا صحيحتين وكل واحد منهما أثبته من غير وجهه ونفاه من غير وجهه قال تعالى يا نار كوني بردا وشبه هذا ثم جئت البيت الخامس فرأيت فيه ثلاث خزائن الخزانة الأولى عليها سبعة أقفال القفل الأول والثاني والثالث والرابع لكل واحد منها مفتاحان والخامس والسادس لكل واحد مفتاح والسابع لا مفتاح له تحوي هذه المفاتيح على مائة وثلاث عشرة حركة ففتحتها فإذا فيها علوم الحس والمحسوس والخيال والمتخيل والفكر وما يفكر فيه والحافظ والمحفوظ والعقل والمعقول وجميع القوي التي تدرك بها العلوم ومعرفة الجماعات والأنوار والاستشرافات ومجاري الأرواح في طرق السماوات ومجاري الطبيعة في الحيوانات والنبات والجماد وما يختص به عالم الأنفاس من العلوم ويقف على نفس الرحمن الذي أتى من قبل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت الخزانة الثانية فرأيت عليها ثلاثة أقفال على الأول والثالث مفتاح مفتاح وعلى الثاني مفتاحان تحوي هذه المفاتيح على أربعين حركة ففتحتها فإذا فيها علم الأسباب العامة في الوجود والخاصة بأهل الله وأسباب النزول المضافة إلى الله التي يعتمد عليها ويوصل إلى الله من يعتمد عليها وطرد من يتركها من باب الله ومن سعادته وهي علوم شريفة زهد فيها أكثر الناس فشقي واستعملها بعض الناس فسعد وتحوي على علم الشرائع المنزلة لا علم الشريعة الحكمية ثم جئت الخزانة الثالثة فرأيت عليها خمسة أقفال القفل الأول عليه مفتاح وكذلك بقية الأقفال وتحوي أقفالها على أربعمائة وأربع وثلاثين حركة ففتحتها فإذا فيها صور علوم الالتفاف التفاف الأرواح بالأجساد والتفاف أرواح المحبين والمحبوبين والتفاف الساقين والتفاف اللام بالألف ومعنى قوله والتفت الساق بالساق والتفاف المتضايفين وهذه كلها علوم الارتباطات رب ومربوب وآله ومألوه وقادر ومقدور وعالم ومعلوم فهذه الخزانة تتضمن جميع العلوم فهذا قد ذكرنا جميع ما يحويه هذا المنزل من خزائن العلوم قال تعالى وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم غير أني تركت عند الدخول إلى هذا المنزل بيتا واحدا في دهليز هذا المنزل لا يفتح لكل أحد وقد فتح لي ودخلته وعرفت ما فيه وهو يتضمن ويخزن فيه جميع مفاتيح الخزائن كلها التي تتضمنها هذه المنازل التي في هذا الكتاب وهو يحوي على أمور جليلة وللعارف به تحقق في إيجاد الكائنات عنه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وقد نبهنا على بعض ما في هذا المنزل من العلوم ( الباب الرابع والسبعون ومائتان في معرفة منزل الأجل المسمى من العالم الموسوي )
586
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 586