نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 520
فهم مخبرون بالحال أنهم المصطفون الأخيار لا بالقصد ثم قد يقع منهم بعد ثبوت الرسالة قول خارج عن مقتضى الدلالة ولا يكون منهم إلا عن أمر إلهي يؤذن ذلك القول بمرتبة القائل عند الله مثل قوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد الناس يوم القيامة فلما كان في قوة هذا اللفظ إظهار الخصوصية عند الله ومن هو مشغول بالله ما عنده فراع لمثل هذا ومن شغل أهل الله بالله امتثال أمر الله فأخبر عليه السلام حين عم فقال ولا فخر أي ما قصدت الفخر أي هكذا أمرت أن أعرفكم فإن العارف كيف يفتخر والمعرفة تمنعه ومشاهدة الحق تشغله ولا يظهر مثل هذا ممن ليس بمأمور به إلا عن رعونة نفس أو فناء لغلبة حال يستغفر الله من ذلك إذا فارقه ذلك الحال الذي أفناه وقد يظهر مثل هذا من صاحب الغيرة خاصة وهو مذهب شيخنا أبي مدين وقد ظهر منه مثل ذلك من باب الغيرة فلا يدل على إظهار الخصوصية وذلك بأن يرى الإنسان دعوة الرسل ترد ويتوقف في تصديقها ولا سيما عند من ينفي النبوة التي نثبتها فيقوم هذا العبد مقام وجود الرسول فيدعي ما يدعيه الرسول من إقامة الدلالة على صدق الرسول في رسالته نيابة عنه فيأتي بالأمر المعجز على طريق التحدي للرسول لا لنفسه فيظهر منه ذلك وهذا لا يدل على مقام الخصوصية عند الله فهو خارج عن عين التحكم وليس بخارج من حيث ما هو تحكيم لكنه خارج من حيث ما هو تحكيم خاص وقد يكون عين التحكيم في رجل يكون له مقام الإدلال مع الحق ويكون عنده تعريف إلهي بمقامه المعلوم كالملائكة في قوله تعالى عنهم وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون فأثنوا على أنفسهم بعد معرفتهم وتعريفهم بمقامهم فلا ينقصهم هذا الثناء ولا يحط مرتبتهم وإذا لم يؤثر عين التحكيم في المقام فلا بأس به وتركه أعلى لأنه على كل حال فراع وما وقع مثل هذا من جبريل إلا لكونه معلما رسول الله صلوات الله عليهما والمعلم ينبه التلميذ بمرتبته لتعلو همته ليلحق بمعلمه ومنهم من يبلغ في التحكيم أن يقسم على الله في أمر فيبر الحق قسمه ومع هذا يستغفر الله فلو لا إن فيه رائحة ما استغفر والحكايات في التحكيم عن الصالحين كثيرة ولا سيما ما يحكى عن عبد القادر الجيلي رحمه الله كان ببغداد أدركناه بالسن وكالذي سجد وحلف أن لا يرفع رأسه من سجدته حتى ينزل الغيث فأبر الله قسمه وكالذي وقف على رأس بئر وقد عطش ولم يكن له حبل ولا ركوة فقال لئن لم تسقني لأغضبن ففاض الماء على فم البئر فسئل على من تغضب فقال على نفسي فامنعها الماء وأما عين التحكيم عندنا فأمر هين في شهود المعرفة فإن التحكيم للظاهر في المظهر فما تحكم إلا من له التحكم فمهما ظهر الظاهر به دل على إن استعداد المظهر أعطى هذا فيفرق بينه وبين ما يعطيه مظهر آخر من عدم التحكيم وهذه طريقة انفردنا بإظهارها في الوجود لأنها تقرب على أهل الله مأخذ الأمور ولا تستعظم شيئا مما ظهر فإنه ما ظهر إلا ممن له الأمر من قبل ومن بعد والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب الخامس والعشرون ومائتان في معرفة الزوائد ) اعلم أن الزوائد في اصطلاح الصوفية من أهل الله تعالى زيادات الايمان بالغيب واليقين إذا ما أنزلت بالنور سورة * يزيد المؤمنون بها سرورا فعلم الغيب أنفس كل علم * وكان العلم أجمعه حضورا وإدراك الغيوب بلا دليل * سوى الرحمن لا يعطي ثبورا وما للغيب عند الحق عين * ولو جلى لك الاسم الخبيرا لقد حجب العباد وكل عقل * بحتى نعلم الجلد الصبورا قال الله تعالى وإذا أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم فلا بد من الزوائد في الفريقين وهي الشؤون التي الحق عليها وفيها في كل يوم أي في كل نفس الذي هو أصغر الأيام غير إن الزوائد التي اصطلح عليها أهل الله هي ما تعطي من ذلك سعادة خاصة وعلما بغيب يزيده يقينا مثل قوله رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي يقول بلي آمنت ولكن وجوه الأحياء كثيرة متنوعة كما كان وجود الخلق فمن الخلق من أوجدته عن كن
520
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 520