responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 483


بعينه قيدها فلما أشهدها الحق حضرة عزه ونفوذ اقتداره ومع نفوذ اقتداره لم يعطه الإمكان من نفسه إلا قدر ما يحصل منه في الوجود انكسرت النفس وصار ما كانت تصول به أورثها ما أشهدها ذلة وانكسارا فإنها تقبل الذلة لجهلها فارتاضت والحق لعلمه على عزه فرياضة العلم أنفع الرياضات فما أزالها العلم عن الصورة ولكن أولا جهلت ما هي الصورة عليه وما هي الحقائق عليه فما أشرف العلم لو لم يكن من شرف العلم إلا تجلى الحق في صورة تنكر ثم تحوله في صورة تعرف وهو هو في الأولى والثانية وإن موطن تلك المشاهدة لا يتمكن في نفس الأمر إلا أن تكون مقيدة لأن الذي يشهد وهو عين العبد مقيد بإمكانه فلا يتمكن له شهود الإطلاق ولا بد من الشهود فظهر له المشهود مقيدا بالصورة ومقيدا بالتحول في الصور ولأنه مقيد بالوجوب الذاتي فالكل في عين التقييد إن عقلت عنا وإنما تقيد بالتحول ليفتح له في نفسه العلم بأن الأمر لا يتناهى وما لا يتناهى لا يدخل تحت التقييد فإنه من قبل التحول إلى صورة من صورة قبل التحول إلى صور لا نهاية لها أو إلى صور لا يمكن لذلك المتحول أن يتجاوزها إلى غيرها فخرج عن حد التقييد بالتقييد ليعلم أن مشهوده مطلق الوجود فيكون شهوده أيضا مطلقا إطلاق مشهوده فأفاده التحول من صورة إلى صورة علما لم يكن عنده فعلم عند ذلك أن الله هو الحق المبين فأعلى رياضة العبد العالم أن لا ينكره في صورة ولا يقيده بتنزيه بل له التنزيه على الإطلاق عن تنزيه التقييد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ( الباب الرابع ومائتان في التحلي بالحاء المهملة ) لولا التحلي لما كنا بحضرته * مستخلفين على نور بأنبائه إن التخلق بالأسماء حلية من * صافي المسمى فصافاه بأسمائه كمثل طيفور إذ صحت خلافته * والأمر جاء بها في عين إنبائه نفاه مملوكه سبعا لمصلحة * عادت عليه وهذا من أشيائه فإنه سأل الرحمن ما وقعت * به الأمور على ترتيب نعمائه فالله يرزقني صدقا ويفتح لي * بابا ويمنحني شكر آلائه اعلم أن التحلي بالحاء المهملة في اصطلاح الطائفة التشبه بأحوال الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وهذا في الطريق عندنا مدخول ومن أسماء الله الصادق وأن الصادقين من أحوالهم التحلي بالحاء المهملة فلا بد من معرفة ما يتحلى به فهل تحلوا بما هو لغيرهم فتزينوا بما ليس لهم فهم لابسو أثواب زور أو تحلوا بما هو لهم فهم صادقون والتحلي عندنا هو التزين بالأسماء الإلهية على الحد المشروع بحيث أن يعسر التمييز وهم الذين إذا رؤوا ذكر الله كعرش بلقيس لما قامت لها شبهة بعد المسافة فقالت كأنه هو ولو شاهدت الاقتدار الإلهي لعلمت أنه هو كما كان هو من غير زيادة وإذا حصل الإنسان في هذا المقام بهذا التحلي ولم يحجبه هذا التحلي في حال تزينه به وأنه له حقيقة ما استعاره بل ذلك ملكه وما له ولا منعه عن شهود عبوديته لربه وإن نسبة ما ظهر به مما هو نعت لخالقه ما كان تشبها وإنما كان تزينا فذلك التحلي ويقول الحكماء في هذه الحالة إنه التشبه بالإله جهد الطاقة وهذا القول إذا حققته جهل من قائله لأن التشبه في نفس الأمر لا يصح فمن قامت به صفة فهي له وهو مستعد لقيامها به فباستعداد ذاته اقتضاها فما تشبه أحد بأحد بل الصفة في كل واحد كما هي في الآخر وإنما حجب الناس التقدم والتأخر وكون الصورة واحدة فلما رأوها في المتقدم ثم رأوها في المتأخر قالوا إن المتأخر تشبه بالمتقدم في هذه الصورة وما علموا أن حقيقتها في المتأخر حقيقتها في المتقدم ولو كان الأمر كما قالوه لزاحمت العبودية الربوبية ولبطلت الحقائق فما تحلى العبد إلا بما هو له ولا ظهر الحق إلا بما هو له لا من صفات التنزيه ولا من صفات التشبيه كل ذلك له ولو لم يكن الأمر كذلك لكان ما وصف نفسه به من ذلك كذبا وتعالى الله بل هو كما وصف نفسه من العزة والكبرياء والجبروت والعظمة ونفي المماثلة كما وصف نفسه بالنسيان والمكر والخداع والكيد

483

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست