نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 449
نفس الله به عن خلقه واعلم أن هذه الحروف الأربعة عشر التي في أوائل السور كل حرف منها له ظاهر وهو صورته وله باطن وهو روحه ولكل حرف ليلة من الشهر أعني الشهر الذي يعرف بالقمر فإذا مشى القمر وقطع في سيره أربع عشرة منزلة أعطى في كل حرف من هذه الحروف من حيث صورها قوتين من حيث ذاته ومن حيث نوره وأعطاه قوتين أخريين من حيث المنزلة التي نزل بها ومن حيث البرج الذي لتلك المنزلة ولكن بقدر ما لتلك المنزلة من البرج فيصير في ذلك الحرف أربع قوى فيكون عمله أقوى من عمل كل واحد من أصحاب هذه القوي ويكون عمله في ظهور أعيان المطلوب فإذا أخذ القمر في النقص فقد أخذ في روحانية هذه الحروف إلى أن يكملها بكمال المنازل فتلك ثمان وعشرون والقوي مثل القوي إلا أنه يكون العمل غير العمل فالعمل الظاهر في المنافع والعمل الثاني في دفع المضار وفي قوة النور الذي للقمر لهذا الحرف مراتب بحسب المنزلة والبرج الذي تكون فيه الشمس واتصالات القمر بالمنزلة في تسديسها وتربيعها وتثليثها ومقابلتها ومقارنتها فتختلف الأحكام باختلاف ذلك هذا للحرف من قوة النور القمري فالعمل بالحروف يحتاج إلى علم دقيق فهذه القوي تحصل للحرف من سير القمر وقد ذكرنا حرف كل منزلة وأما لام ألف فمرتبته مرتبة الجوزهر وهو من الحروف المركبة أنزلوه منزلة الحرف الواحد لكمال نشأة الحروف ولهذا الحرف ليلة السرار الذي يكون للقمر فإن كسف القمر الشمس فذلك أسعد الحالات وأقواها في العمل بلام ألف وإن لم يكسفها ضعف عمله بقدر ما نزل عنها وكذلك اتصالات القمر بالخمسة لها أثر في الحرف على ما وقع عليه اتصاله بذلك الكوكب من الأحكام الخمسة كما كان حاله مع الشمس ويعتبر العامل أيضا شرف القمر وهبوطه وكونه خالي السير وبعيد النور وكونه مع الرأس وكونه مع الذنب لأن الله ما قدر هذا القمر منازل حتى عاد كالعرجون القديم واختصه بالذكر سدى بل ذلك لحكمة إلهية يعلمها من أوتي الحكمة التي هي الخير الكثير الإلهي فإن الستة الباقية قدرها أيضا منازل في نفس الأمر وما خصها بالذكر فلما دخل القمر في الذكر كان له من القوة الإلهية والشرف في الولاية والحكم الإلهي ما ليس لغيره فإنه ما ذكر إلا بالحروف وبها نزل إلينا الذكر فكان نسبته إلى الحروف أتم من نسبة غيره فصار إمداده للحروف إمدادين إمداد جزاء وشكر لأن بها حصل له الذكر وإمدادا طبيعيا كإمداد سائر الستة لهذه الحروف وإنما ذكرنا ما يختص بالقمر دون سائر الستة لأنا في سماء الدنيا وهو موضع القمر وهو في ليلة السرار بارد رطب وفي ليلة الإبدار حار رطب لما فيه من النور فهو مائي هوائي وفيما بينهما بحسب ما فيه من النور فإن النور له الشرف ولما اجتمع النار مع النور في الإحراق وقوة الفعل في بقية العناصر لهذا افتخر إبليس على آدم وتكبر عليه فإن النار لا يقبل التبريد بخلاف بقية الأركان فإن الهواء يسخن وكذلك الماء وكذلك التراب فللنار في نفس الأركان أثر ليس لواحد منها في النار أثر وكذلك الماء له أثر في الهواء والتراب فيبرد الهواء ويزيد في رطوبته ويرطب التراب ويزيد في برودتها وليس للهواء والتراب في هذين العنصرين أثر فأقوى الأركان النار وبعده الماء فالحرارة للنار والبرودة للماء ولهذا جعلهما فاعلين والاثنين الآخرين منفعلين رطوبة الهواء ويبوسة التراب سبحان الخبير العليم الخلاق مرتب الأمور ومقدرها لا إله إلا هو العزيز الحكيم وفي ليلة تقييدي لهذا الفصل وهي الليلة الرابعة من شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وستمائة الموافقة ليلة الأربعاء الذي هو الموفي عشرين من شباط رأيت في الواقعة ظاهر الهوية الإلهية وباطنها شهودا محققا ما رأيتها قبل ذلك في مشهد من مشاهدنا فحصل لي من مشاهدة ذلك من العلم واللذة والابتهاج ما لا يعرفه إلا من ذاقه فما كان أحسنها من واقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة وصورتها مثالا في الهامش كما هو فمن صوره لا يبدله والشكل نور أبيض في بساط أحمر له نور أيضا في طبقات أربع صورة وأيضا روحها في ذلك البساط في الطرف الآخر في طبقات أربع فمجموع الهوية ثمانية في طرفين مختلفين من بساط واحد فأطراف البساط ما هي البساط ولا غير البساط فما رأيت ولا علمت ولا تخيلت ولا خطر على قلبي صورة ما رأيت في هذه الهوية ثم إنها لها حركة خفية في ذاتها أراها وأعلمها من غير نقلة ولا تغير حال ولا صفة ( الفصل الثامن والعشرون ) في الاسم الإلهي القابض وتوجهه على إيجاد ما يظهر في الأثير من ذوات الأذناب
449
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 449