responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 425


الاسم لا ينظر من الرجال إلا لمن أقيم في مقام الحرية ما بينه وبين من أقيم في العبودية إمداد وأما الاسم البصير فإنه يمد أهل الحرية والعبودة وإمداد أهل الحرية أكثر ونظره إليهم أعظم وهذا الاسم والاسم الباري يمدان أهل الفصاحة والعبارات ولهما إعجاز القرآن وحسن نظم الكلام الرائق هذا لهذين الإسمين ويمد هذا الاسم البصير أصحاب المنازل والمنازلات في بصائرهم وهم الذين تعملوا في اكتسابها الذين أكلوا من تحت أرجلهم ما أنزلوها بطرق العناية من غير عمل لأن أهل هذا المقام على نوعين فطائفة نزلت هذه المنازل عن تعمل واكتسبتها وطائفة نزلتها بالإنزال الإلهي عناية من غير تعمل ولا تقدم عمل بل باختصاص إلهي ويمد أيضا هذا الاسم أهل التفرقة وهم الذين يميزون ما تعطيه أعيان المظاهر في الظاهر باستعداداتها وهو مقام عجيب لا يعرفه أكثر أهل التفرقة وأكثر علم أهل التفرقة العلم بمعاني الأسماء الإلهية من حيث معانيها لا من وجه دلالتها على الذات فهذا حصر ما تعطيه هذه الأسماء وحصر من تعطيه ومنتهى العالم في هذا الباب الذي شاهدناه كشفا ألفا من العالمين لا زائد على ذلك والذي شاهدناه ذوقا وجاريناهم قدما بقدم وسابقناهم وسبقناهم في حضرتين حضرة النكاح وحضرة الشكوك ستة عشر عالما من ثماني حضرات وباقي العالم كشفا وتعريفا لا ذوقا فدخلنا في كل ما ذكرناه في هذه الإمدادات الإلهية ذوقا مع عامة أهل الله وزدنا عليهم باسم إلهي وهو الآخر أخذنا منه الرياسة وروح الله الذي يناله المقربون من قوله تعالى فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ونلت هذه المقامات في دخولي هذه الطريقة سنة ثمانين وخمسمائة في مدة يسيرة في حضرة النكاح مع أهل الصفاء وفي حضرة الشكوك مع أهل القهر والغلبة من أجل الاختلال في الشروط وهي المواثيق التي أخذت على العالم بالله فمنا من غدر ومنا من وفى فكنا ممن وفي بحمد الله وهذه علوم غريبة وأذواق عزيزة لقينا من أربابها رجالا بالمغرب ورجالا بالإسكندرية ورجلين أو ثلاثة بدمشق ورجلا بسيواس كان قد نقصه من هذا المقام شئ قليل فعرضه علينا فأتممناه له حتى تحقق به في زمان يسير وكان غريبا لم يكن من أهل البلاد كان من أهل أخلاط ولكل طائفة ممن ذكرنا ممن هم تحت إحاطة هذه الأسماء الإلهية التميز في ثلاث حضرات حضرة عليا وحضرة وسطي وحضرة سفلي وحضرة مشتركة فلا تخلو هذه العقول المدبرة أن تكون في إحدى هذه الحضرات في زمان مرور الخواطر عليها أو الأسماء المتقابلة أو المتقاربة فالمتقابلة كالضار والنافع أو المعز والمذل أو المحيي والمميت ومثل المقاربة كالعليم والخبير أو القدير والقاهر أو الكبير والعظيم وما جرى هذا المجرى في عالم الخلق والأمر وها أنا إن شاء الله أذكر ما يحدث من حكم ذلك كله في العالم تفصيل أما تفصيل ما ذكرناه فهو أن نقول بعد أن تعلم أن كل من ذكرنا من هؤلاء الطبقات فإنما هم أهل الأنفاس خاصة من أهل الله لا غيرهم إن المدبر من عالم الأنفاس إذا أراد تنفيذ أمر ما برزخي يطلب تنفيذه حكمين والأمر واحد فإن الاسم الجامع والنافع والبصير والقائلين بالجود على مسغبة ينظرون إلى الحكم الأسهل فيحكمون به على ذلك الأمر والعلماء بالله يجعلون التوحيد بين الحكمين ويحكم بالأسهل من الحكمين وأما الباري والسريع والواقي والغفور فإنهم يسلكون طريق التحقيق في ذلك فيعطي كل حكم حقه لا يراعى جانبا دون جانب ولا يحكمون بذلك إلا المكملون من رجال الله فإن كان أحد الحكمين برزخيا والآخر سفليا فالإسم الجامع والنافع والبصير يحكمون بما فيه رفع الحرج غير أن الاسم البصير وأهل الجود يجعلان التوحيد بين الحكمين حتى يرفعان الاشتراك وبقية الأسماء السبعة وجميع الطبقات الخارجين عن طبقات هؤلاء الأسماء الثلاثة يسلكون مسلك الاعتدال فيوفون الحقوق على ما تعطي المراتب مثال الأول البرزخي أن ترى الحق في صورة يدركها الحس فالمحققون يعطون الألوهية حقها ويعطون الحضرة التي ظهر الحق فيها بهذه الصورة حقها والطائفة الأخرى تحكم على الحق بالصورة وتقول لولا أنه على حقيقة تقبلها ما صح أن يظهر بها إذ لم تكن غيره في وقت التجلي وأما الذين جعلوا التوحيد بين الحكمين فقالوا الحق على ما هو عليه في نفسه وهذه الصورة ظهرت بالحق لا إن الحق ظهر بها وجعلوا التوحيد فاصلا بين الحق والصورة وهكذا في الحالة الثانية ومثال ذلك في الحالة الثانية هو تجلى من يقول في رؤيته جميع الأكوان ما رأيت إلا الله من حيث إن البرزخ لا يتعين فيه الصور إلا من عالم الطبيعة وهو المحسوس والحكم كما قررناه فإن كان

425

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست