نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 382
ويكون كالمحل لها فيبدو له أنه سالك بالمجموع فإذا تبين له أن بالمجموع ظهر السلوك بأن له أن المظهر لا وجود له عينا وأن الظاهر تقيد بحكم استعداد المظهر ورأى الحق يقول وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وكذلك لو قال وما رمى لصح كما صح في الطرف الأول فمن وقف على هذا العلم من نفسه علم أنه سالك لأسألك ثم اعلم أن السالكين الذين ذكرناهم على مراتب فمنهم السالك منه إليه ومنهم السالك منه إليه فيه ومنهم السالك منه إليه فيه به ومنهم السالك منه لا فيه ولا إليه ومنهم السالك إليه لا منه ولا فيه ومنهم السالك لا منه ولا إليه ولا فيه وهو موصوف بالسلوك وبأنه سالك ومنهم السالك من غير سفر ومنهم السالك المسافر وهو في الباب الذي يلي هذا الباب فكل مسافر سالك وما كل سالك مسافر كما سنذكره إن شاء الله بعد هذا الباب في باب المسافر وأنواع السلوك كثيرة وما ذكرنا منها إلا القليل فأما السالك منه إليه فهو المنتقل من تجل إلى تجل وأما السالك إليه منه فيه فهو السالك من اسم إلهي إلى اسم إلهي في اسم إلهي وأما السالك منه إليه فيه به فهو السالك باسم إلهي من اسم إلى اسم في اسم وأما السالك منه لا فيه ولا إليه فهو الذي خرج من عند الله في الكون إلى الكون وأما السالك إليه لا منه ولا فيه فهو الفار إليه في الكون من الكون كفرار موسى ع وأما السالك لا منه ولا فيه ولا إليه فهو المنتقل في الأعمال الصالحة من الدنيا إلى الآخرة وهم الزهاد غير العارفين وكلما ذكرناه قد يكون على التقسيم الذي تقدم في حرف الباء من أنه سلك بربه أو بنفسه إلى نهاية التقسيم فيه وللسلوك مراتب وأسرار يطول النظر فيها ويخرجنا عن المقصود في هذا الكتاب من الاقتصاد والاقتصار على الضروري من العلم الذي يحتاج إليه أهل طريق الله أن يبينه لهم من فتح عليه به من أمثالنا وهذا الكتاب مع طوله واتساعه وكثرة فصوله وأبوابه ما استوفينا فيه خاطرا واحدا من خواطرنا في الطريق فكيف الطريق ولا أخللنا بشئ من الأصول التي يعول عليها في الطريق فحصرناها مختصرة العبارة بين إيماء وإيضاح ( الباب التسعون ومائة في معرفة المسافر وهو الذي أسفر له سلوكه عن أمور مقصودة له وغير مقصودة وهو مسافر بالفكر والعمل والاعتقاد ) إلى أين أو من أين أنت مسافر * وذاك لعمر الله أمر ينافر قضية معقول الدليل وشرعه * فلا تك ممن للإله يسافر ولا تخله من كل كون فإنه * هو العين إلا أنه العبد حائر ففيه فسافر لا إليه ولا تكن * جهولا فكم عقل عليه يثابر اعلم أيدك الله أن المسافر في طريق الله رجلان مسافر بفكره في المعقولات والاعتبارات ومسافر بالأعمال وهم أصحاب اليعملات فمن أسفر له طريقه عن شئ فهو مسافر ويجب عليه قصر الصلاة على الله وهو مخير في الصوم ومن لم يسفر له طريقه عن شئ فهو سالك متصرف في طرق مدينته وشوارعها غير مسافر فليصم وليتم صلاته فلنذكر حالة المسافر في الطريق والله المؤيد والموفق إن شاء الله المسافر من سافر بفكره في طلب الآيات والدلالات على وجود صانعه فلم يجد في سفره دليلا على ذلك سوى إمكانه ومعنى إمكانه هو أن ينسب إليه وإلى جميع العالم الوجود فيقبله أو العدم فيقبله فإذا تساوى في حقه الأمران لم تكن نسبة الوجود إليه من حيث ذاته بأولى من نسبة العدم فافتقر إلى وجود المرجح الذي رجح له أحد الوصفين على الآخر فلما وصل إلى هذا المنزل وقطع هذه المنهلة وأسفرت له عن وجود مرجحه أحدث سفرا آخر في علم ما ينبغي لهذا الصانع الذي أوجده فأسفر له الدليل على انفراده بصفات التنزيه تنزيه ما هو عليه هذا الممكن من الافتقار وأن هذا المرجح واجب الوجود لنفسه لا يجوز عليه ما جاز على هذا الممكن ثم انتقل مسافرا إلى منزلة أخرى فأسفر له عن أن هذا الواجب الوجود لنفسه يستحيل عليه العدم لثبوت قدمه وأنه من ثبت قدمه استحال عدمه لأنه لو كان عدمه لنفسه لما كان واجب الوجود لنفسه ولو انعدم ينعدم فلا بد أن يكون ذلك المعدم له وجودا أو عدما محال
382
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 382