responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 317


علم أنه بطن عنه وجه منفرد بلا انفراد متواتر الأحوال بحكم الأسماء أمين بالفهم قابل للزيادة موحد بالكثرة صاحب حديث قديم يعلم ما وراء الحجب من غير رفع حجاب ذو نور طامس شعاعاته محرقة وفجآت وارداته مقلقة يرد عليه ما لا يعرف متمكن في تلوينه لكون خالقه كل يوم في شأن مجرد بكله عن السوي واقف بالحق في موطنه مريد لكل ما يراد منه ذو عناية إلهية تجذبه سالك في سكون مقيم في سفره صاحب نظرة ونظر يجد ما لا تسعه العبارة من دقائق الفهم عن الله من غير سبب مهذب الأخلاق غير قائل بالاتحاد ذاهب في كل مذهب بغير ذهاب مقدس الروح عن رعونات النفوس معلوم المراتب في البساط مؤمن بالناطق في سره مصغ إليه راغب فيما يريد به مشفق مما في باطنه مظهر خلاف ما يخفى لمصلحة وقته ولهه لا يحكم عليه غريب في الملأ الأعلى والأسفل ذو همة فعالة مقيدة غير مطلقة غيور على الأسرار أن تذاع لا يسترقه شئ يطالع بالكوائن على طريق المشورة باستجلاء في ذلك يجده يمنعه ذلك من الانزعاج لأنه لا يقتضيه مقام الكون له جماع الخير يتحكم بالمشيئة لا بالاسم قد استوت طرفاه فأزله مثل أبده تدور عليه المقامات ولا يدور عليها له يدان يقبض بهما ويبسط في عالم الغيب والشهادة عن أمر الحق ولاية وخلافة حمال أعباء المملكة يستخرج به غيابات الأمور ينشئ خواطره أشخاصا على صورته محفوظ الأربعة فريد من النظر آله في الملكوت وقائع مشهودة ونعوت العارف أكثر من أن تحصى فهذه بعض إشارات الطائفة في حقيقة العارف والمعرفة جئنا بها لنعلم مقاصدهم في ذلك حتى لا يقول أحد عنا إنا قد انفردنا بطريق لم يسلكوا عليها بل الطريق واحدة وإن كان لكل شخص طريق تخصه فإن الطرق إلى الله تعالى على عدد أنفاس الخلائق يعني أن كل نفس طريق إلى الله وهو صحيح فعلى قدر ما يفوتك من العلم بالأنفاس ومراعاتها يفوتك من العلم بالطريق وبقدر ما يفوتك من العلم بالطرق يفوتك من غاياتها وغاية كل طريق هو الله فإنه إليه يرجع الأمر كله وأما صفة العارف عندنا من الموطن الإلهي الذي يشهده العارفون من الحق في وجودهم وهو شهود عزيز وذلك أن يكون العارف إذا حصلت له المعرفة قائما بالحق في جمعيته نافذ الهمة مؤثرا في الوجود على الإطلاق من غير تقييد لكن على الميزان المعلوم عند أهل الله مجهول النعت والصفة عند الغير من جميع العالم من بشر وجن وملك وحيوان لا يعرف فيحد ولا يفارق العادة فيميز حامل الذكر مستور الحال عام الشفقة على عباد الله يفرق في رحمته بين من أمر برحمته حتى يجعل له خصوص وصف عارف بإرادة الحق في عباده قبل وقوع المراد فيريد بإرادة الحق لا ينازع ولا يقاوم ولا يقع في الوجود ما لا يريده وإن وقع ما لا يرضى وقوعه بل يكرهه شديد في لين يعلم مكارم الأخلاق في سفسافها فينزلها منازلها مع أهلها تنزيل حكيم برئ ممن تبرأ الله منه محس إليه مع البراءة منه مصدق بكل خبر في العالم كما يعلم عند الغير أنه كذب فهو عنده صدق مؤمن عباد الله من غوائله مشاهد تسبيح المخلوقات على تنوعات أذكارها لا تظهر إلا لعارف مثله إذا تجلى له الحق يقول أنا هو لقوة التشبه في عموم الصفات الكونية والإلهية إذا قال بسم الله كان عن قوله ذلك كل ما قصده بهمته لا يقول كن أدبا مع الله يعطي المواطن حقها كبير بحق صغير لحق متوسط مع حق جامع لهذه الصفات في حال واحدة خبير بالمقادير والأوزان لا يفرط ولا يفرط يتأثر مع الأناة لتغير الأحوال فلا يفوته من العالم ولا مما هو عليه الحق في الوقت شئ مما يطلبه العالم في زمن الحال يشاهد نشأ الصور من أنفاسه بصورة ما هو عليه في قلبه عند خروج النفس فإذا ورد عليه النفس الغريب من خارج لتبريد القلب خلع على ذلك النفس خلعة الوقت فينصبغ ذلك النفس بذلك النور الذي يجد في القلب يستر مقامه بحاله وحاله بمقامه فيجهله أصحاب الأحوال بمقامه ويجهله أصحاب المقامات بحاله له عنف على شهوته إذا لم ير وجه الحق في طبيعتها يبذل لك لا له عطاءه غير معلول لا يمن إذا أمتن ويمتن بقبول المن لا يؤاخذ الجاهل بجهله فإن جهله له وجه في العلم لا يشعر المعطي من عنده حين ما يعطيه يعرفه أن ذلك أمانة عنده أمر بإيصالها إليه لا يعرفه أن ذلك من عند الله يفتح مغاليق الأمور المشكلة بالنور المبين يأكل من فوقه ومن تحت رجله يضم القلوب إليه إذا شاء من حيث لا تشعر ويرسلها إذا شاء من حيث لا تشعر يملك أزمة الأمور وتملكه بما فيها من وجه الحق لا غير ينظر إلى العلو فينسفل بنظره وينظر إلى السفل فيعلو ويرتفع بنظره يحجر الواسع ويوسع المحجور يسمع كل مسموع منه لا من حيثية ذلك المسموع ويبصر كل مبصر منه لا من حيث ذلك المبصر يقتضي بين الخصمين

317

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست