responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 283


مشاهدة القلم الأعلى فيحصل له من هذا المشهد علم الولاية ومن هنالك هو ابتداء مرتبة الخلافة والنيابة ومن هناك دونت الدواوين وظهر سلطان الاسم المدبر والمفصل وهو قوله يدبر الأمر يفصل الآيات وهذا هو علم القلم ويشاهد تحريك اليمنى إياه التحريك المعنوي اللطيف ومن أين يستمد وأنه من ذاته له علم الإجمال والتفصيل والتفصيل يظهر بالتسطير وهو عين ذواته فلا افتقار له إلى معلم يستمد منه سوى خالقه عز وجل وكتابته نقش ولهذا تثبت فلا تقبل المحو وبهذا سمي اللوح بالمحفوظ يعني عن المحو فلو كانت كتابته مثل الكتابة بالمداد قبلت المحو كما يقبله لوح المحو في عالم الكون بالقلم المختص به الذي هو بين أصبعي الرحمن فيفرق من هذا المشهد بين الأقلام والألواح وأنواع الكتبة ويعلم علم الأحكام والإحكام ومن هنا يعلم أنه لم يبق في الإمكان ما ينبغي أن يكون دليلا على الله إلا وقد ظهر من كونه دليلا وإن كثرت الأدلة فيجمعها كمالية الدلالة خاصة ثم ينظر عن يمين هذا المشهد فينظر إلى عالم الهيمان وهو العالم المخلوق من العماء ثم ينتقل إلى العماء وهو مستوي الاسم الرب كما كان العرش مستوي الرحمن والعماء هو أول الأينيات ومنه ظهرت الظروف المكانيات والمراتب فيمن لم يقبل المكان وقبل المكانة ومنه ظهرت المحال القابلة للمعاني الجسمانية حسا وخيالا وهو موجود شريف الحق معناه وهو الحق المخلوق به كل موجود سوى الله وهو المعنى الذي ثبتت فيه واستقرت أعيان الممكنات ويقبل حقيقة الأين وظرفية المكان ورتبة المكانة واسم المحل ومن عالم الأرض إلى هذا العماء ليس فيها من أسماء الله سوى أسماء الأفعال خاصة ليس لغيرها أثر في كون مما بينهما من العالم المعقول والمحسوس غير إن صاحب التابع الذي هو صاحب النظر لما تركه صاحبه بالسماء السابعة ورحل عنه امتدت منه رقيقة على غير معراج التابع ظهرت للتابع في الفلك المكوكب وفقدها في الجنة ثم ظهرت له في فلك البروج ثم فقدها أيضا في الكرسي وفي العرش ثم ظهر له في مرتبة المقادير وفي الجوهر المظلم ثم فقده في الطبيعة ثم ظهر له في النفس من جهة كونها نفسا لا من جهة كونها لوحا ثم ظهر له في العقل الإبداعي من كونه عقلا لا من كونه قلما ثم فارقه بعد ذلك فلم ير له عينا ومن هذا العماء يبتدئ بالترقي والمعراج في أسماء التنزيه إلى أن يصل إلى الحضرة التي يشهد فيها إن التنزيه يحده ويشير إليه ويقيده ويستشرف على العالم بأسره المعنوي والروحاني والجسمي والجسماني فلا يجد في مشهده ذلك ما ينبغي أن ينزه عنه من ظهر فيه ويرى ارتباطه به ارتباط المرتبة بصاحبها فلا يتمكن له التنزيه الذي كان يتخيله ولا يتمكن له التشبيه فإنه ليس ثم بمن فما ثم إلا الله لا شئ غيره * وما ثم إلا وحدة الوحدات ثم فارق أسماء الأفعال وتسلمته أسماء التنزيه فرأى صاحبه صاحب النظر يوافقه إلى أن وصل إلى الحضرة التي لا تقبل التنزيه ولا التشبيه فيتنزه عن الحد بنفي التنزيه وعن المقدار بنفي التشبيه فيفقد رفيقه صاحب النظر هنالك ثم ينقلب يطلب ما منه خرج فسلك به الحق تعالى طريقا غير طريقه الأولى وهو طريق لا يتمكن أن ينقال ولا يعرفه إلا من شاهده ذوقا ورجع صاحبه على معراجه ذلك إذ لم يكن تابعا إلى أن وصل إلى جسده فاجتمع مع رفيقه فبادر من حينه صاحب النظر إلى الرسول إن كان حاضرا أو لوارثه فيبايعه بيعة الايمان والرضوان على بينة من ربه وآية من نفسه وتلاه شاهد منه وهو التابع فآمن بالله من حيث ما شرع له الايمان به لا من حيث دليله فوجد عنده وفي قلبه نورا لم يكن يجده قبل ذلك فرأى في اللمحة الواحدة وهو في مكانه بذلك النور جميع ما رآه مع التابع في معراجه الأول ولم يقف بل ترقي مرقى التابع حتى بلغ العماء والغاية القصوى ورأى الشئ في الأشياء ورأى وجوب وجود ما أحال وجوده فكرة وعقلا وهو في مكانه ذلك لم يبرح وأعطى إكسير التكوين ورأى حشر الأجساد من طور إلى طور باختلاف حكم ولاختلاف دور فتغيرت الأشكال وتقلبت الأحوال ورأى ما قلناه في مثل ذلك إذا السماء انفطرت * حقيقة تصورت * فمن لها بها لها * إذا النجوم انكدرت تطلب بانكدارها * جبال صخر سيرت * تنظر في تسييرها * جحيم نار سعرت سعرها موقدها * لجنة قد أزلفت * يدخلها طائفة * من قبرها قد بعثرت قلت لها ما تبتغي * قالت وحوش حشرت * وإن ترى نفسي * ما قد قدمت وأخرت

283

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست