responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 213


في يسير الثواب لأنه لا يتمكن تحصيل ما لا يتناهى في الوجود لأنه لا يتناهى فلذلك قلنا متعلق الرضي اليسير وهو الرضي بالموجود فرضي به من الله وعن الله فيه وما قدم الله رضاه عن عبيد بما قبله من اليسير من أعمالهم التي كلفهم إلا ليرضوا عنه في يسير الثواب لما علموا إن عنده ما هو أكثر من الذي وصل إليهم فهو يصل إليهم مع الآنات حالا بعد حال أبد الآباد من غير انقطاع مع انقطاع أعمالهم التي كانت عن تكليف مشروع فانقطعت الأعمال منهم ولم تتقطع العبادة فإذا تناهى حد العمل الحسن والقبيح في أهل الجنة وأهل النار بقي جزاؤهم جزاء العبادة في السعداء وجزاء العبودية في أهل النار وهو جزاء لا ينقطع أبدا فهذا أعطاهم اتساع الرحمة وشمولها فإن المجرمين لم يزل عنهم شهود عبوديتهم وإن ادعوا ربانية فيعلمون من نفوسهم أنهم كاذبون بما يجدونه فتزول الدعوى بزوال أوانها وتبقي عليهم نسبة العبودية التي كانوا عليها في حال الدعوى وقبل الدعوى ويجنون ثمرة قولهم بلي فكانوا بمنزلة من أسلم بعد ارتداده فحكم على الكل سلطان بلي فأعقبهم سعادة بعد ما مسهم من الشقاء بقدر ما كانوا عليه من زمان الدعوى فما زال حكم بلي يصحبهم من وقته إلى ما لا يتناهى دينا وبرزخا وآخرة وعرضت عوارض لبعض الناس أخرجتهم في الظاهر عن حكم توحيدهم بما ادعوه من الألوهة في الشركاء فأثبتوه وزادوا فقام لهم الشركاء مقام الأسباب للمؤمنين وكل عارض زائل وحكمه يزول بزواله ويرجع الحكم إلى الأصل والأصل يقتضي السعادة فمال الكل إن شاء الله إليها مع عمارة الدارين ولكل واحدة ملؤها والرحمة تصحبها كما صحبت هنا العبودية لكل أحد ممن بقي عليها أو ادعى الربوبية فإنه ادعى أمرا يعلم من نفسه خلافه فمقام الرضي ما ثنته لك فقل فيه بعد هذا ما شئت حال أو مقام أو لا حال ولا مقام واعلم الفرق فيه بين النسبتين نسبته لله ونسبته للخلق والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب التاسع والعشرون ومائة في معرفة ترك الرضي ) ترك الرضي عند أهل الرسم مثلبة * وعند أهل وجود الله آيات على تحققهم بعين موجدهم * من حيث ما هم به محو وإثبات يرضى الإله عن النفس التي ربطت * بحكمه ولهم فيها علامات والنفس راضية عنه وليس لها * بالعين علم ولا بالوجد لذات وما سوى النفس من عقل فليس له * رضي وليست له فيها نهايات جناب الله أوسع من أن أرضى منه باليسير ولكن أرضى عنه لا منه لأن الرضي منه يقطع همم الرجال والله يقول آمرا نبيه ص وقل ربي زدني علما مع كونه قد حصل علم الأولين والآخرين وأوتي جوامع الكلم فإنه لا يعظم على الله شئ طلب منه فإن المطلوب منه لا يتناهى فليس له طرف نقف عنده فوسع في طلب المزيد إن كنت من العلماء بالله وإذا كان اتساع الممكنات لا يقبل التناهي فما ظنك بالاتساع الإلهي فيما يجب له وما يعطيه من المعرفة كل ممكن على عدم التناهي فيه فكيف إذا انضاف إلى تلك المعرفة ما لا تعلق للممكن بها لا من سلب ولا من إثبات نسب فإذا ترك العبد الرضي فعلى هذا الحد يتركه فهو راض عنه لا راض منه لأن الرضي منه جهل به ونقص والعبد الكامل مخلوق على صورة الكمال وأما قول بعضهم لي منذ ستين سنة أو كما وقت ما أقامني الله في أمر فكرهته قالت المشايخ أشار إلى دوام الرضي واحتجوا بهذا على ثبوت الأحوال فإن الرضي عندهم من الأحوال وهذا لا يصح من غير المعصوم والمحفوظ فربما كان هذا القائل من المحفوظين أو المعصومين فإن لم يكن فيريد الرضي بقضاء الله فيما أقامه لا بكل مقضي فإنه لا ينبغي الرضي بكل مقضي وإن رأيت وجه الحق فيه فإنك إذا كنت صحيح الرؤية فيه فإنك ترى وجه الحق فيه غير راض عنه فإن لم تره بذلك العين الإلهي وإلا فما رأيته إن رضيت به ولا يرضى لعباده الكفر فتحفظ من هذا الحال أو هذا المقام فإنه زهوق لا يثبت عليه الاقدام فإن فيه منازعة الحق ( الباب الموفي ثلاثين ومائة في مقام العبودة )

213

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست