نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 193
كان ذلك المراد محبوبا أو غير محبوب والشهوة لا تتعلق إلا بما للنفس في نيله لذة خاصة ومحل الشهوة النفس الحيوانية ومحل الإرادة النفس الناطقة والشهوة تتقدم اللذة بالمشتهى في الوجود ولها لذة متخيلة تتعلق بتصور وجود المشتهي فتلك اللذة مقارنة لها في الوجود فتوجد في النفس قبل حصول المشتهي واللذة مقارنة لوجود حصول المشتهي في ملك المشتهي فتزول شهوة التحصيل وتبقي اللذة فليس عين الشهوة عين اللذة لفنائه بحصول المشتهي وبقاء اللذة غير إن الطبع يحدث له أو يظهر له عن كمون غيب إلهي شهوة أخرى تتعلق ببقاء المشتهي دائما لا تنقطع فهذه شهوة لا لذة لها فإن البقاء دائما غير حاصل مطلقا فلا يتناهى الأمر ولا يوجد البقاء فإن جدد البقاء بزمان مخصوص ومقدار معين فذلك البقاء المشتهي يكون للشهوة لذة بحصوله موجودا فاللذة مقارنة لحصول المشتهي خاصة لا تتأخر عنه ولا تتقدمه بوجود عين ووجود خيال وأما شهوة الدنيا فلا تقع لها لذة إلا بالمحسوس الكائن وشهوة الجنة يقع لها اللذة بالمحسوس وبالمعقول على صورة ما يقع بالمحسوس من وجود الأثر البرزخي عند نيل المشتهي المعقول سواء ولا أعني بالجنة أن هذه الشهوة التي هذا حكمها لا توجد إلا في الجنة المعلومة في العموم إنما أعني حيث وجد هذا الحكم لهذه الشهوة الذي ذكرناه فهو شهوة الجنة سواء وجد في الدنيا أو وجد في الجنة وإنما أضفناها إلى الجنة لأنها تكون فيها لكل أحد من أهل الجنة وفي الدنيا لا تقع إلا لآحاد من العارفين والشهوة لها نسبة واحدة إلى عالم الملك ونسبتان إلى عالم الملكوت ولها مقامات وأسرار وهي الدرجات بقدر ما لحروف اسم الشهوة من العدد بالجمل الكبير بالتعريف وهو الشهوة وبالتنكير وهو شهوة وبالاتصال بكلام فتعود هاء السكت تاء فلها عدد التاء وعدد الهاء في حال التنكير والتعريف فأجمع الأعداد بعضها إلى بعض فما اجتمع لك من ذلك فهو قدر درجات ما يناله صاحب ذلك المقام ولا يعتبر فيه إلا اللفظ العربي القرشي فإنه لغة أهل الجنة سواء كان أصلا وهو البناء أو فرعا وهو الإعراب وغير العربي والمعرب لا يلتفت إليه وكذلك تعمل في كل اسم مقام وهو قولهم لكل إنسان من اسمه نصيب ومعناه لكل موجود من اسمه نصيب ولهذا جاءت أسماء النعوت فلا تطلب إلا أصحابها وهي زور على من تطلق عليه وليست له وهذا من أصعب المسائل فإن الاسم إطلاق إلهي فلا بد من نصيب منه لذلك المسمى غير أنه يخفى في حال مسمى ما ويظهر في آخر ومدرك ذلك عزيز وعلى هذا الحد الإرادة فالمريد إلهي رباني رحماني والمشتهي رباني رحماني خاصة والمسلم المؤمن المحسن هو المريد وصاحب الشهوة مسلم نصف مؤمن نصف محسن لأنه مع الإحسان المقيد بالتشبيه ( الباب العاشر ومائة في مقام الخشوع ) لا يكون الخشوع إلا إذا ما * يبصر القلب من تدلى إليه وتجلى له بصورة مثل * غير هذا فلا يكون لديه فإن اعتز في مقام التجلي * فله الحكم لا يكون عليه الخشوع مقام الذلة والصغار وهو من صفات المخلوقين ليس له في الألوهية مدخل وهو نعت محمود في الدنيا على قوم محمودين وهو نعت محمود في الآخرة في قوم مذمومين شرعا بلسان حق وهو حال ينتقل من المؤمنين في الآخرة إلى أهل العزة المتكبرين الجبارين الذين يريدون علوا في الأرض من المفسدين في الأرض فالمؤمنون في صلاتهم خاشعون وهم الخاشعون من الرجال والخاشعات من النساء الذين أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ونعت أصحابه في الآخرة فقال خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلي نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع ولا يكون الخشوع حيث كان إلا عن تجل إلهي على القلوب في المؤمن عن تعظيم وإجلال وفي الكافر عن قهر وخوف وبطش قال ع حين سئل عن كسوف الشمس إن الله إذا تجلى لشئ خشع له خرجه البزار وإذا وقع التجلي حصل الخشوع وأورث التجلي العلم والعلم يورث الخشية إنما يخشى الله من عباده العلماء والخشية تعطي الخشوع والخشوع يعطي التصدع وهو انفعال الطبع للخشوع والتصدع تقصف وتكسر في الأعضاء والغطيط الذي يسمع فيها كل ذلك من أثر الطبع القابل لأثر الوارد في التجلي الإلهي وهو الذي
193
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 193