نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 110
لا يدرك لنورها لون مخصوص معين ولا عين تسري في حقائق الكون ليس لعالم الأرواح المنفصلين عن الظلمة عليها أثر وذلك أن الأرواح المدبرة للأجسام العنصرية لا يمكن أن تدخل أبدا حظيرة القدس ولكن العارف الكامل يشهدها حظيرة قدس فيقول العارف عند ذلك إن هذه الأرواح لا تدخل حظيرة القدس أبدا لأن الشئ يستحيل أن يدخل في نفسه فهي عنده حظيرة قدس وغير العارف يشارك العارف في هذا الإطلاق فيقول إنها لا تدخل حظيرة القدس أي لا تتصف بالقدس أبدا فإن ظلمة الطبع لا تزال تصحب الأرواح المدبرة في الدنيا والبرزخ والآخرة فاختلفا في المشهد وكل قال حقا وأشار إلى معنى وما تواردوا على معنى واحد ولهذا لا يتصور الخلاف الحقيقي في هذا الطريق فإذا كان ملك القدس كل من اتصف بالطهارة الذاتية والعرضية والقدوس اسم إلهي منه سرت الطهارة في الطاهرات كلها فمن نظر الأشياء كلها بعين ارتباطها بالحقائق الإلهية كان ملك القدس جميع ما سوى الله من هذه الحيثية ومن نظر الأشياء من حيث أعيانها فليس ملك القدس منها إلا من كان طهوره عرضيا وأما الطهور الذاتي فلا ينبغي أن يكون ملك القدس إلا أن يكون ملك القدس عين القدس فحينئذ يصح أن يقال فيه ملك القدس وطهور كل مطهر بحسب ما تقضيه ذاته من الطهارة فطهارة حسية وطهارة معنوية فملك القدس منه ما هو من عالم المعاني ومنه ما هو من عالم الحس وقد تورث الأسباب الحسية المطهرة طهارة معنوية وقد تورث الأسباب المعنوية المطهرة طهارة حسية فأما الأول فقوله تعالى وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام وسبب هذه الطهارة المعنوية كلها إنما هو نزول هذا الماء من السماء وأما الثاني فقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة حين كان جنبا فانتزع أبو هريرة يده من يد النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما له لكونه غير طاهر لجنابة أصابته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن لا ينجس فعرق المؤمن وسؤره طاهر فهذه طهارة حسية عن طهر معنوي وكذلك المقدس طهارته الحسية عن طهر معنوي فإن له التواضع وهو مسيل الحياة والعلم والحياة مطهرة والعلم كذلك فبالمجموع نال الطهارة فإن الأودية كلها طاهرة وإنما تنجس بالعرض وكل واد به شيطان فهو نجس فما يجد المؤمن فيه خير الأجل ذلك الشيطان كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا واد به شيطان فارتفع عنه وصلى في موضع آخر ووادي عرنة بعرفة موقف إبليس وكذلك بطن محسر فلهذا أمرنا بالارتفاع يوم عرفة عن بطن عرنة وأمرنا بالإسراع في بطن محسر ولهذا يعتبر الأولياء أهل الكشف ألفاظ الذكر كان شيخنا يقول الله الله فقلت له لم لا تقول لا إله إلا الله فقال أخاف أن أموت في وحشة النفي إذ كان كل حرف نفس فهذا مثل الإسراع في بطن محسر لئلا يدركه الموت في مكان غير طاهر ولأولياء الله في هذا الكشف التام نظر دقيق جعلنا الله من أهله ( السؤال الخامس عشر ومائة ) ما سبحات الوجه الجواب وجه الشئ ذاته وحقيقته فهي أنوار ذاتية بيننا وبينها حجب الأسماء الإلهية ولهذا قال كل شئ هالك إلا وجهه في أحد تأويلات هذا الوجه وهذه السبحات في العموم باللسان الشامل أنوار التنزيه وهو سلب ما لا يليق به عنه وهي أحكام عدمية فإن العدم على الحقيقة هو الذي لا يليق بالذات وهنا الحيرة فإنه عين الوجوه فإذا لا ينزه عن أمر وجودي ولهذا كانت الأسماء الإلهية نسبا إن تفطنت أحدثت هذه النسب أعيان الممكنات لما اكتسبت من الحالات من هذه الذات فكل حال تلفظ باسم يدل عليه من حيث نفسه إما بسلب أو إثبات أو بهما وهي هذه الأسماء على قسمين قسم كله أنوار وهي الأسماء التي تدل على أمور وجودية وقسم كله ظلم وهي الأسماء التي تدل على التنزيه فقال إن لله سبعين حجابا أو سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لا حرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه فإنه لو رفع الأسماء الإلهية ارتفعت هذه الحجب ولو ارتفعت الحجب التي هي هذه الأسماء ظهرت أحدية الذات ولا يقف لأحديتها عين تتصف بالوجود فكانت تذهب وجود أعيان الممكنات فلا توصف بالوجود لأنها لا تقبل الاتصاف بالوجود إلا بهذه الأسماء ولا تقبل الاتصاف بهذه الأحكام كلها عقلا وشرعا إلا بهذه الأسماء فالممكنات من خلف هذه الحجب مما يلي حضرة الإمكان فهو تجل ذاتي أورثها الاتصاف بالوجود
110
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 110