responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 578


قبل إن يبلغ المنزل فوقوع هذا الاجتماع في غير المنزلين يسمى منازلة وهنا يكون لصاحب هذه الحالة أحد ثلاثة أمور إما تحصل الفائدة عند اللقاء المطلوبة لذلك الاسم من هذا العبد ولهذا العبد من ذلك الاسم فينفصل عنه الاسم إلى مسماه ويرجع العبد إلى مقامه الذي منه خرج وإما أن يحكم عليه الاسم الإلهي بالرجوع إلى ما منه خرج ويكون ذلك الاسم الإلهي معه إلى أن يوصله إلى ما منه خرج وإما أن يأخذه الاسم الإلهي معه ويعرج به إلى مسماه وأي الأمرين حصل من هذا الذي ذكرنا فيسمى عندنا هذا المنزل الذي رجعا إليه بهذه الصفة الخاصة منزل المنازلات لأنه يعطي من الأحكام خلاف ما يعطيه إذا لم يكن نزوله عن منازلة يعرف هذا أهل الأذواق وأهل الشرب والري وقد جعلنا في هذا الكتاب من المنازلات ما تقف عليه إن شاء الله واعلم أن المنازل لا ينطلق عليها هذا الاسم إلا عند النزول فيها فإن أقام فيها ولم ينتقل عنها حدث لها اسم الموطن لاستيطانه فيها واسم المسكن لسكونه إليها وعدم انتقاله إلى منزل إلا أنه لا بد له أن ينتقل في نفس هذا المنزل في دقائقه بحيث لا يخرج عنه كمثل الذي يتصرف في بيوت الدار التي هو ساكنها فما دام العارف مستصحبا لاسم واحد إلهي مع اختلاف تصرفه فيه كان موطنا له من حيث الجملة ومن المحال أن يقيم أحد نفسين على حالة واحدة فلا بد له من الانتقال في كل نفس ولهذا منع بعضهم من أهل الله أن يكون الاسم موطنا أو مسكنا لأنه تخيل أن لكل نفس وكل حال اسما إلهيا ولم يدر أن الاسم الإلهي قد يكون له حكم أو يكون له أحكام كثيرة مختلفة فيكون موطنا لهذا الشخص ما دام يتصرف تحت أحكامه فأما قولهم من المحال بقاؤه نفسين على حكم واحد على إن يكون واحد نعتا لحكم فصحيح وأما أن أرادوا استحالة بقائه نفسين على حكم واحد على طريق الإضافة إضافة الحكم إلى الواحد فليس بصحيح فإن الوجوه لهذا الاسم الإلهي فالغفار يستره عن كذا وكذا وكذا وكذا بحسب المطالب التي تطلبه في كل نفس مما يصح أن يستره عنها الاسم الغفار على التتالي والتتابع من غير أن يتخللها ما يطلب اسما آخر ولهذا صحت فيه المبالغة لأنه يكثر منه ذلك وهكذا الخلاق والرزاق وجميع الأسماء التي لها حكم في الكون إذا توالى على الإنسان ما يطلب هذا الاسم ولا بد فالأسماء الإلهية منازل بوجه ومساكن ومواطن بوجه وقد بينا في هذا الباب على طريق الإشارة وضيق الوقت ما تقع به الفائدة لصاحب الذوق وما نودع كل باب مما عندنا فيه إلا نقطة من بحر محيط هذا بالنظر إلى ما عندنا فيه فكيف هو بالنظر إلى ما هو عليه في نفسه هو البحر الذي لا ساحل له وهذا المنزل من منازل الأمر وهذه المنازل الأمرية وإن كانت سبعة في العدد فمن حيث الأمهات وإنما هي أكثر من ذلك ولا بد لنا أن تفرغنا إليها من حصرنا إياه حتى يعلم إلى كم تنتهي من جناب الحق فإن فيها فوائد جمة هي مثبوتة في كتبنا والله سبحانه يقول الحق وهو يهدي السبيل وفي هذا المنزل من العلوم علم إخراج المغيبات بالأسماء الإلهية وعلم الخلق وعلم الغيب الداخل في الشهادة وعلم الشبه وعلم نفث الروح في الروع ( الباب الثاني والسبعون ومائتان في معرفة منزل تنزيه التوحيد ) بتنزيه توحيد الإله أقول * وذلك نور ما لديه أقول وتنزيهه ما بين ذات ورتبة * وإن الذي يدري به لقليل تنزه عن تنزيه كل منزه * فمن شاء قولا فليقل بيقول فإن وجود الحق في حرف غيبه * فحرف حضور ما عليه قبول اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن المراد بلفظة تنزيه التوحيد أمران الواحد أن يكون التوحيد متعلق التنزيه لا الحق سبحانه والأمر الآخر أن يكون التنزيه مضافا إلى التوحيد على معنى أن الحق تعالى قد ينزه بتنزيه التوحيد إياه لا بتنزيه من نزهة من المخلوقين بالتوحيد مثل حمد الحمد فإن قيام الصفة بالموصوف ما فيها دعوى ولا يتطرق إليها احتمال والواصف نفسه أو غيره بصفة ما يفتقر إلى دليل على صدق دعواه فيتعلق بهذا فصول تدل عليها آيات من الكتاب منها هل يصح الإضمار قبل الذكر في غير ضرورة الشعر أم لا فالشاعر يقول جزى ربه عني عدي بن حاتم فأضمر قبل الذكر ولكن الشعر موضع الضرورة ومن فصول هذا المنزل

578

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 2  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست