نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 386
المعاملات وصنوف المجاهدات والرياضات التي أمره الشارع أن يقوم بها وعين نعوتها وأزمانها وما ينبغي لها وشروطها التمامية والكمالية الموجبة صحتها فحينئذ يكون صاحب مقام حيث أنشأ صورته كما أمر كما قيل له أقيموا الصلاة فأقاموا نشأتها صورة كاملة فخرجت طائرا ملكا روحا مقدسا فلم يكن له استقرار دون الحق ثم ينتقل هذا العبد إلى مقام آخر لينشتئ أيضا صورته وبهذا يكون العبد خلاقا هذا معنى المقام ولم يختلف أحد من أهل الله أنه ثابت غير زائل كما اختلفوا في الحال وليس الأمر عندنا على إطلاق ما قالوه بل يحتاج إلى تفصيل في ذلك وذلك لاختلاف حقائق المقامات فإنها ما هي على حقيقة واحدة فمن المقامات ما هو مشروط بشرط فإذا زال الشرط زال كالورع لا يكون إلا في المحظور أو المتشابه فإذا لم يوجد أحدهما أو كلاهما فلا ورع وكذلك الخوف والرجاء والتجريد الذي هو قطع الأسباب وهو ظاهر التوكل عند العامة ومن المقامات ما هو ثابت إلى الموت ويزول كالتوبة ومراعاة التكليفات المشرعة ومن المقامات ما يصحب العبد في الآخرة إلى أول دخول الجنة كبعض المقامات المشروطة من الخوف والرجاء ومن المقامات ما يدخل معه الجنة كمقام الأنس والبسط والظهور بصفات الجمال فالمقام هو ما يكون للعبد فيه إقامة وثبات وهو عنده لا يبرح فإن كان مشروطا وجاء شرطه أظهره ذلك الوقت لوجود شرطه فهو عنده معد فلذلك قيل فيه إنه ثابت لا أنه يستعمل في كل وقت فافهم ( الباب الرابع والتسعون ومائة في معرفة المكان ) نفي المقام هو المكان وإنه * لليثربي بسورة الأحزاب من كان فيه يكون مجهولا لذا * ما ناله أحد بغير حجاب رب المكان هو الذي يدعى إذا * دعى الرجال بسيد الأحباب وله الوسيلة لا تكون لغيره * وهو المقدم من أولي الألباب وهو الإمام وما له من تابع * وهو المصرف حاجب الحجاب قال تعالى يا أهل يثرب لا مقام لكم وقال تعالى في إدريس ورفعناه مكانا عليا والمكان نعت إلهي في العموم والخصوص أما في العموم فقوله الرحمن على العرش استوى وأما في الخصوص فقوله وسعني قلب عبدي المؤمن وأما عموم العموم فإن يكون بحيث أنت وهو قوله وهو معكم أينما كنتم فذكر الأينية والمكان في الذوات كالمكانة في المراتب والمكان عند القوم منزلة في البساط هي لأهل الكمال الذين جازوا المقامات والأحوال والجلال والجمال فلا صفة لهم ولا نعت ولا مقام كأبي يزيد اعلم أن عبور المقامات والأحوال هو من خصائص المحمديين ولا يكون إلا لأهل الأدب جلساء الحق على بساط الهيبة مع الأنس الدائم لأصحابه الاعتدال والثبات والسكون غير إن لهم سرعة الحركات في الباطن في كل نفس فترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب إن تجلى لهم الحق في صورة محدودة أطرقوا فرأوه في إطراقهم مقلبا أحوالهم على غير الصورة التي تجلى لهم فيها فأورثهم الإطراق فهم بين تقييد وإطلاق لا مقام يحكم عليهم فإنه ما ثم فهم أصحاب مكان في بساط النشأة وهم أصحاب مكانة في عدم القرار فهم من حيث مكانتهم متنوعون ومن حيث مكانهم ثابتون فهم بالذات في مكانهم وهم بالأسماء الإلهية في مكانتهم فمن الأسماء لهم المقام المحمود والمكانة الزلفى في اليوم المشهود والزور والوفود ومن الذات لهم المكان المحدود والمعنى المقصود والثبات على الشهود وحالة الوجود ورؤيته في كل موجود في سكون وخمود يشهدونه في العماء بالعين التي يشهدونه بها في الاستواء بالعين التي يشهدونه بها في السماء الدنيا بالعين التي يشهدونه بها في الأرض بالعين التي يشهدونه بها في المعية بالعين التي يشهدونه بها في ليس كمثله شئ وهذا كله من نعوت المكان وأما شهودهم من حيث المكانة فتختلف عيونهم باختلاف النسب فالعين التي يشهدونه بها في كذا ليست العين التي يشهدونه بها في أمر آخر والمشهود في عين واحدة والشاهد من عين واحدة والنظرة تختلف باختلاف المنظور إليه فمنا من يرى اختلاف النظر لاختلاف المنظور ومنا من يرى اختلاف المنظور لاختلاف النظر وكل له شرب معلوم فالمكان يطلب فرع ربك والمكانة تطلب كل يوم
386
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 386