نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 120
الضمير يعود على الله من نفسه من حيث ما هي نفسه عينا لا من حيث ما هي نفسه خلقا فيكون عين ذكر العبد هو عين ذكر الحق كما قلنا في قوله ومكروا ومكر الله وهو عين مكرهم عين مكر الله بهم لا أنه استأنف مكرا آخر ويؤيده أيضا بقوله ذكرته في نفسي يريد نفس العبد مضافة إلى الله من حيث ما هي ملك له خلقا وإيجادا ويريد أيضا ذكرته في نفسي نفس الحق لا من حيث الوجه الذي ذكره به العبد من حيث نفسه نفس الحق وهو الوجه الأول فهذه أحوال ذكر النفس بالجزاء الوفاق في كل وجه والحالة الثانية أن يذكره في ملأ فيذكره الله في ملأ خير من ذلك الملأ وقد يكون عين ذلك الملأ وتكون الخيرية بالحال فحال ذلك الملأ في ذكر هذا العبد لله دون حال ذلك الملأ في ذكر الله فيهم لهذا العبد فهو في هذه الحال خير منه في حال ذكر العبد والملأ واحد كما تتشرف الجماعة بالملك إذا كان فيها على شرفها إذا لم يكن الملك فيها وعين الجماعة واحدة فهي خير منها ولكن بشرط أن يكون كل واحد من ذلك الملأ حاله الكشف إن الله قد ذكر هذا العبد فيهم وهم يسمعون ذكر الله إياه كما سمعوا ذكر هذا العبد ربه فحينئذ يكون الشرف في الملأ الواحد يتفاضل والوجه الآخر أن يكون الملأ مغايرا لذلك الملأ فيكون خيره على هذا الملأ إما بكون الحق أسمعهم ذكره عبده وهو فيهم أو يكون خيره لأمر آخر تقتضيه مرتبته عند الله إما نشأة أو حالا أو علما وهذه أمور إن تأملتها انفتح لك منها علوم جمة من العلم الإلهي والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( السؤال الثلاثون ومائة ) ما معنى الاسم الجواب أمر يحدث عن الأثر أو أمر يكون عنه الأثر أو منه ما يكون عنه الأثر ومنه ما يحدث عن الأثر إذا لم ترد به المسمى فإن أردت به المسمى فمعناه المسمى كان ما كان مركبا تركيبا معنويا أو حسيا أو غير مركب معنويا أو حسيا كلفظة رحيم أي ذات راحمة فالمسمى بهذه التسمية هي عين تلك النسبة الجامعة بين ذات ورحمة حتى جعل عليها من هذه النسبة اسم فاعل وإن كانت التسمية جامدة لا يعقل منها غير الذات فليست بمركبة تركيبا معنويا فقد تكون هذه الذات مفردة معنى وفي نفسها وقد تكون مركبة حسا مثل إنسان تحته مركب حسي ومعنوي والاسم والرسم عند بعض أصحابنا نعتان يجريان في الأبد على حكم ما كان عليه أزلا وفرق بين الاسم والرسم وسيأتي ذكرهما في شرح معاني ألفاظ أهل الله من هذا الباب فإنه يطلبها ( السؤال الحادي والثلاثون ومائة ) ما رأس أسمائه الذي استوجب منه جميع الأسماء الجواب الاسم الأعظم الذي لا مدلول له سوى عين الجمع وفيه الحي القيوم ولا بد فإن قلت فهو الاسم الله قلت لا أدري فإنه يفعل بالخاصية وهذه اللفظة إنما تفعل بالصدق إذا كان صفة للمتلفظ بها بخلاف ذلك الاسم ولكن الظاهر من مذهب الترمذي أن رأس الأسماء الذي استوجب منه جميع الأسماء إنما هو الإنسان الكبير وهو الكامل وإذا كان هذا فهو الأولى في طريق القوم أن يشرح به رأس الأسماء فإن آدم علمه الله جميع الأسماء كلها من ذاته ذوقا فتجلى له تجليا كليا فما بقي اسم في الحضرة الإلهية الأظهر له فيه فعلم من ذاته جميع أسماء خالقه ( السؤال الثاني والثلاثون ومائة ) ما الاسم الذي أبهم على الخلق الأعلى خاصته الجواب هذا الاسم الذي استوجب منه جميع الأسماء وإن شئت قلت هو اسم مركب من عشرين وثلاثين بينهما أحد وأربعون حسا ومعنى وقد يتركب حسا لا معنى من ثمانية وثمانين ومائتين وستة عددا فإذا جمعتها على وجه مخصوص من غير إسقاط الستة كان اسما مركبا وإن أسقطت الستة كان اسما غير مركب ولا ينبغي أن يوضح في العامة ما أبهمه الحق على خلقه وخص به خاصته فإن هذا من غاية سوء الأدب وما أظن الترمذي قصد بهذا السؤال طلب الشرح والإيضاح لمعناه وإنما قصد اختبار المسؤول أنه إن كان من أهل الله لا يوضحه فإن أوضحه فيكون قد تلقاه من أحد غلطا ممن تلقاه منه لقرينة حال وذكاء فيه وأما أهل الله فعندهم من الأدب الإلهي ما يمنعهم أن يستروا ما كشف الله أو يكشفوا ما ستره الله ( السؤال الثالث والثلاثون ومائة ) بما نال صاحب سليمان عليه السلام ذلك وطوى عن سليمان عليه السلام الجواب بجمعيته وتلمذته ليعرف الشيخ بما حصل عنده وبسببه وطوى عن سليمان بوجوده في محل التبديد في الوقت فإن الحكم للوقت ووقته أنه رسول فهو صاحب وجود مصروف العين إلى من أرسل إليه وصاحبه في جمعيته
120
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 2 صفحه : 120