نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 676
فى غير طاعة اللَّه فورثه رجل فأنفقه فى طاعة اللَّه سبحانه فدخل به الجنّة ودخل الأوّل به النّار . كون ذلك اعظم الحسرات لعدم انتفاعه بماله وعذابه فى الآخرة ومشاهدته [1] لانتفاع غيره به . 405 - وقال عليه السّلام : إنّ أخسر النّاس صفقة ، وأخيبهم سعيا رجل أخلق بدنه فى طلب ماله ، ولم تساعده المقادير على إرادته ، فخرج من الدّنيا بحسرته ، وقدم على الآخرة بتبعته . وتبعته : آثامه التي يطلب بها ، ويتبّع فيها . 406 - وقال عليه السّلام : الرّزق رزقان : طالب ، ومطلوب ، فمن طلب الدّنيا طلبه الموت حتّى يخرجه عنها ، ومن طلب الآخرة طلبته الدّنيا حتّى يستوفى رزقه منها . فاستعار لفظ الطالب للرزق لانّه لا بدّ من وصوله ، فأشبه الطالب لصاحبه . 407 - وقال عليه السّلام : إنّ أولياء اللَّه هم الَّذين نظروا إلى باطن الدّنيا إذا نظر النّاس إلى ظاهرها ، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل النّاس بعاجلها ، فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم ، وتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالا ، ودركهم لها فوتا ، أعداء ما سالم النّاس وسلم ما عادى النّاس بهم علم الكتاب وبه علموا وبهم قام الكتاب وهم به قاموا ، لا يرون مرجوّا فوق ما يرجون ولا مخوفا فوق ما يخافون . فميّز اولياء اللَّه بعشر صفات . وباطن الدنيا : حقيقتها . وعرض الحكمة الالهية فيها ، وآجلها : ثواب العمل فيها الموعود فى الآخرة . وما اماتوا منها هو : نفوسهم الامّارة التي خافوا ان تغلب نفوسهم المطمئنّة فتهلكها ، واستقلالا اى : من الخير الَّذى ينبغي طلبه وفوتا له . وما سالم الناس هو ، الدنيا ، وما عادوه هى : الآخرة ، وبه علموا : لاشتهارهم