نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 664
عزّ اعزّ من التقوى : لاستلزامها دوام العزّة فيهما . ولا معقل احصن من الورع : للتحرّز به عن أشد المخاوف فى الآخرة ، ومن مذام الرذائل فى الدنيا ولوازمها ، والورع : لزوم الاعمال الجميلة ، والمعقل : الحصن . ولا شفيع انجح من التوبة : لاستلزامها العفو عن المجرم جرما دون سائر الشفعاء . ولا كنز أغنى من القناعة : لانّها غنى النفس الذى لا حاجة معه . ولا مال اذهب للفاقة من الرضا بالقوت : وهو القناعة او لازمها . ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة ، اى : البلغة التي تكف عن الناس ، وانتظم الراحة : دخل فى سلكها . وتبّوأ خفض الدعة : اتّخذ لين الراحة مباءة ومقاما . والرغبة مفتاح النصب ومطيّة التعب : فاستعار لفظ المفتاح والمطيّة : للرغبة فى الدنيا ، لكونهما سببا للمتاعب فيها . والحرص والكبر والحسد ، دواع الى التقّحم فى الذنوب ، اى : الدخول فيها بسرعة . والشرّ جامع مساوئ العيوب : لصدقه على جميعها كالجنس لها . 353 - وقال عليه السّلام : لجابر بن عبد اللَّه الأنصارىّ : يا جابر ، قوام الدّنيا بأربعة : عالم مستعمل علمه ، وجاهل لا يستنكف أن يتعلَّم ، وجواد لا يبخل بمعروفه ، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه ، فاذا ضيّع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلَّم ، وإذا بخل الغنىّ بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه . يا جابر ، من كثرت نعم اللَّه عليه كثرت حوائج النّاس إليه ، فمن قام للَّه فيها بما يجب فيها عرّضها للدّوام والبقاء ، ومن لم يقم فيها بما يجب عرّضها للزّوال والفناء . فاستعمال علمه : عمله على وفقه . واشار بقوله : عالم ، الى قوله : بدنياه الى ما به قوام الناس وصلاح حالهم فى معاشهم ، ومعادهم من الفضائل . والى ضدّ ذلك المستلزم حالهم من الرذائل ، وقيام العبد بما يجب للَّه فى نعمته عليه الشكر عليها وصرفها فى مصارفها الشرعيّة ، وعدم قيامه فيها بذلك كفواتها ومنعها عن وجوهها . 354 - وروى ابن جرير الطبرىّ فى تأريخه عن عبد الرّحمن بن أبى ليلى الفقيه - وكان ممّن خرج لقتال الحجّاج مع آبن الأشعث - أنّه قال فيما كان يحضّ به الناس على الجهاد : إنى سمعت أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام يقول يوم لقينا
664
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 664