responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 643


257 - وقال عليه السّلام : اعلموا علما يقينا أنّ اللَّه لم يجعل للعبد - وإن عظمت حيلته ، واشتدّت طلبته ، وقويت مكيدته - أكثر ممّا سمّى له فى الذّكر الحكيم ، ولم يحل بين العبد فى ضعفه وقلَّة حيلته ، وبين أن يبلغ ما سمّى له فى الذّكر الحكيم ، والعارف لهذا العامل به أعظم النّاس راحة فى منفعة ، والتّارك له الشّاك فيه أعظم النّاس شغلا فى مضرّة ، وربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى ، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ، فزد أيّها المستمع فى شكرك ، وقصّر من عجلتك ، وقف عند منتهى رزقك . فالذكر الحكيم هو : اللوح المحفوظ ، فقد قام البرهان على انّ ما علم اللَّه تعالى وجوده او عدمه ، واثبته فى اللوح المحفوظ وجب معلومه وفق علمه ، فلذلك أمر بعلمه يقينا ، ويلزم ذلك اليقين الراحة من الاهتمام به والتعب فى طلبه بما لا بد من وصوله اليه من رزق وغيره ، ويلزم الشكّ فيه ما ذكر من كونه أعظم الناس شغلا اى : باعتبار خلوّ شغله عن الفائدة ، وبحسب ذلك لزمته المضرّة : وقوله : وربّ منعم عليه ، الى قوله : البلوى ، ترغيب فى الاجمال فى طلب الرزق ، بذكر ما قد يلزم النعمة من استدراج المنعم عليه وهو : الأخذ على غيره . وما قد يلزم الابتلاء بالفقر من الصنع له واللطف بذلك فى حقه .
258 - وقال عليه السّلام : لا تجعلوا علمكم جهلا ، ويقينكم شكَّا إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقّنتم فأقدموا . فجعلهم علمهم جهلا وشكَّا ، اى : فى قوّتهما لتركهم العمل على وفقه . فكأنهم جاهلون بما علموه من حال الآخرة شاكَّون فى ذلك .
259 - وقال عليه السّلام : إنّ الطَّمع مورد غير مصدر ، وضامن غير وفىّ ، وربّما شرق شارب الماء قبل ريّه ، وكلَّما عظم قدر الشّىء المتنافس فيه عظمت الرّزيّة لفقده ، والأمانىّ تعمى أعين البصائر ، والحظَّ يأتي من لا يأتيه . موارد الطامع موارد الذلّ والهلكة فى الآخرة غير مصدر له عنها . واستعار له لفظ الضامن : لوثوق الطامع به كالضامن . وقوله : تعمى أعين البصائر اى : عن ادراك المطالب الحقّة . والكلام مشتمل على صغريات الضمائر : ستة نفرّ بها عن الطمع وما

643

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 643
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست