نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 216
ثالثا : كذلك يمكن الاعتبار باللبن الرائب الذي يعد من الحليب أو العجين المخمر الذي يعد من العجين ( الحر ) . ومن الواضح انه لم يكن في الحليب في أصل خلقته بكتريا الترويب ولا في العجين بكتريا التخمير . وقد يخطر في البال : إن هذين الأمرين لا يكونان إلا بإضافة شيء معد سابقا كإضافة الخميرة للعجين واللبن الرائب للحليب . إذن فلا تكون الخميرة ولا تتكاثر إلَّا من خميرة سابقه . فقد تكون الكحول كذلك . وجوابه : أنه لا ضرورة إلى هذه الإضافة إلا باعتبار الإسراع إلى الترويب والتخمير . ولكن من الواضح إذا بقي الحليب مدة طويلة فإنه يروب وإذا بقي العجين مدة طويلة فإنه يتخمر . بدون إضافة شيء عليه . والعمدة في إيضاح الجواب هو أننا لو استطعنا أن نتصور عدم نمو البكتريا في هاتين المادتين لاستطعنا أن نتصور عدم تحولهما وتخمرهما بل سوف يبقيان على شكلهما الأولي مهما طال الزمن . رابعا : إن التحليل الكيميائي للفواكه وغيرها أثبت عدم وجود الكحول فيها على الإطلاق . وإنما ذكروا أنها تتكون من مواد معينة كالماء والسكريات والبروتينات وغيرها . وليس منها الكحول البتة . خامسا : إن الكحول لو كانت موجودة في الفواكه ونحوها بأصل الخلقة ، لكانت موجبة لشيء من السكر عند تناولها بكثرة ، كما لو اعتمد الفرد على أكل العنب في وجبة كاملة وشبع به دون سواه . فإنه قد يحدث له بوادر السكر ، لو كانت الكحول موجودة . إلَّا أن هذا خلاف الوجدان ومعلوم العطلان ، ولم يحتمله أحد إطلاقا . إذن فالفواكه بأصل خلقتها طاهرة من هذا العنصر النجس ، وإنما توجد في ظروف معينة وتحت عوامل خاصة . وإلى هنا يكفينا الحديث عن الكحول ، ولا حاجة إلى الدخول في التفاصيل أكثر من ذلك .
216
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 216