نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 292
منها : صحيحة معاوية بن عمار [1] قال سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام عن رجل عليه دين أعليه أن يحجّ . قال : نعم . إن حجة الإسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين ، ولقد كان أكثر من حجّ مع النبي صلَّى اللَّه عليه وآله مشاة . ولقد مرّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله بكراع الغميم فشكوا إليه الجهد والعناء . فقال : شدّوا أزركم واستبطنوا ففعلوا ذلك فذهب عنهم . ومنها : صحيحة الحلبي [2] : قال : قلت له : فإن عرض عليه ما يحجّ به فاستحيى من ذلك أهو ممّن يستطيع إليه سبيلا . قال : نعم ، ما شأنه يستحيي ولو يحجّ على حمار أجدع أبتر . فإن كان يستطيع ( يطيق ) أن يمشي بعضا ويركب بعضا فليحجّ . ومنها رواية أبي بصير [3] قال : قلت ، لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : قول اللَّه عزّ وجلّ * ( وَلِلَّه ِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) * . قال : يخرج ويمشي إن لم يكن عنده . قلت : لا يقدر على المشي . قال : يمشي ويركب . قلت : لا يقدر على ذلك ، أعني المشي . قال : يخدم القوم ويخرج معهم . وبعض الروايات الأخرى . وللجمع أو التفصيل بين هذه الروايات ، عدة وجوه ، نذكر أهمها : الوجه الأول : أن نفهم من ( الزاد والراحلة ) الواردة في الطائفة الأولى ، بعد التجريد عن الخصوصية ، كما سمعنا ، كل ما يكون سببا لتيسير السفر ، فيشمل صورة انعدام الزاد والراحلة أو قلتهما مع وجود التيسير . إلَّا أن هذا وحده لا يكفي ، لأن الطائفة الثانية المعارضة كالصريحة في عدم التيسير ، وإن المكلَّف يخدم أو يركب بعضا ويمشي بعضا ، ومن
[1] الوسائل : أبواب وجوب الحجّ : باب 11 : حديث 1 . [2] - المصدر : باب 10 : حديث 2 . [3] - المصدر : باب 11 : حديث 2 .
292
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 292