نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 282
فيكون حلقه أو تقصيره تنظيفا وتجمّلا . ولطالما أمرت الشريعة بالنظافة والتنظيف . رابعا : أن الحلق قد ينظر إليه في بعض الأعراف كعقوبة على بعض أفعال الأجرام . ومن هنا يكون الحلق في الحج رمزا على الاعتراف بالذنب واستحقاق العقوبة ، بل من قبيل إنزال الفرد العقوبة على نفسه اختيارا . خامسا : أن الحلق إنقاص من جمال الجسم ، فيكون مندرجا في مفهوم ضرورة إنقاص الشهوات واللذات الدنيوية ومحاربة النفس الأمارة بالسوء . ويختلف هذا الوجه عن الثاني ، بأنه يحتوي على محاربة النفس الأمّارة وليس لمجرد الزهد المستحب . وقد يعرض هذا الوجه بتوجيه آخر : وهو أن الحلق يعتبر بترا لجزء من الجسم ، فكذلك يجب بتر الشهوات السيئة . كما يجب أيضا بتر الأعضاء المذنبة من الجسم كيد السارق وبتر العضو الفاسد في المجتمع . سادسا : أن الحلق يكون خلال هذه العصور للجنود عند أول تجنيدهم . فيكون الحلق في الحج دليلا ورمزا ، على استعداد الفرد للتجنيد لطاعة اللَّه وتفريغ الجسم والنفس لذلك سواء على المستوي الفردي أو الاجتماعي أو غيرهما . فهذه ستة وجوه ، وإذا اعتبرنا التوجيه في الوجه الخامس وجها بحياله ، فتكون لدينا سبعة وجوه من المصلحة ، بعضها فعلية وبعضها رمزية ، وبعضها حكمية وهو الوجه الأول . وأيضا لا نقول ذلك على وجه الانحصار وإنما نكتفي به لمجرد الاختصار .
282
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 282