نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 226
ويبدو من هذه الرواية أن إبراهيم عليه السّلام كان يفضل الوقوف على هذا الحجر ، وأنه كان ينقله حيث شاء . فإن التعبير عن هذا الحجر بأنه هو الحجر الذي كان يقوم عليه عند بناء البيت يتضمن مجازا في الكلام بدون ما أشرنا إليه . لأن البنّاء يحتاج إلى التنقل حول البناء . لا أنه يبقى في محل واحد واقفا على الحجر . ولكنه عليه السّلام إذا كان ينقل الحجر تحت قدميه حيث وقف للبناء ارتفع هذا الإشكال . ولعله كان رقيقا نسبيا . بحيث أثّرت فيه قدماه لكثرة الوقوف عليه . واختياره هذا الحجر للنداء بالناس دليل على قدسية هذا الحجر في الجملة . وبالنسبة إلينا فالأمر مسلَّم لأن مجرد انتسابه إلى هذا النبي العظيم سلام اللَّه عليه واهتمامه به ، ووقوفه عليه ، يكفي سببا لتقديسه بلا إشكال . وقد أشرنا قبل فترة أنه من الناحية المنطقية فإن مقام إبراهيم الحقيقي . هو المكان الذي بنى فيه البيت . وهو أمر يستحيل عادة نقله . وإنما استطاع الناس نقل الحجر في الظاهر . كما أن الزعم أن إبراهيم عليه السّلام كان يقف في محل الحجر الحالي ويبني الكعبة عن بعد ، أمر سخيف وغير محتمل . وقلنا أيضا إنه من الناحية الفقهية ، فإن في وجوده بهذا المحل ، حجيّة كافية ، لإقرار المعصومين عليهم السّلام له . ولكن روي أنه إذا ظهر القائم عليه السّلام أرجعه إلى محله الأول بجوار البيت . والحجر الآن محاط بقبة قائمة على أربعة أعمدة تحيط بها مقصورة نحاسية مربعة الشكل [1] . وبجانبه سقيفة صغيرة يصلَّي بها الناس ركعتي الطواف . والحجر مغشّى بالفضة وارتفاعه ثلاثة أشبار وسعته شبران . وأثر القدمين والأصابع واضح فيه . وهو أحد الآثار الباقية من زمن إبراهيم سلام اللَّه عليه إلى العصر الحاضر .
[1] وهو ما يسمّى بمقام إبراهيم ظاهرا والحجر هو المقام في الواقع .
226
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 226