نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 156
قصيرا . وليس كالدائرتين القطبيتين . فالحديث هنا يسير فقهيا . بعد ما عرفنا في تلك ( الملاحظة المهمة ) أن خط الليل والنهار لا يسير مطابقا لخط الطول بل يختلف عنه بشكل ملحوظ . فالقول : بأن خط الطول الواحد له طلوع واحد وغروب واحد ليس بصحيح . وهذا يشمل تماما ما بين الدائرتين القطبيتين كله . وما قلناه في تلك الملاحظة المهمة ينطبق هنا تماما . كل ما في الأمر : أن الغروب قد يتأخر في المناطق الشمالية والجنوبية أكثر من غيرها . فالمحصل الفقهي : أن هذه المناطق إذا كانت على نفس خط الطول أو في خط غربي بالنسبة إلى المنطقة التي ثبت فيها الهلال . فينبغي أن ننتظر إلى أن يحصل فيها الغروب ، ويجوز لها عندئذ البناء على حصول الهلال وبدء الشهر . ويلحق بذلك تماما : الدائرتان القطبيتان عند حصول الليل والنهار فيها بشكل اعتيادي أو مقارب له . مهما كان أحدهما طويلا والآخر قصيرا . النحو الثاني : الدائرتان القطبيتان عند وجود النهار المستمر أو الليل المستمر . فهنا إن ثبت الشهر في العالم كله شملهما طبعا . كما أن الساكنين . هناك : إن استطاعوا أن يفهموا من حركات القمر شيئا من هذا القبيل ، يعني : أن يروا الهلال في أول حجمه القابل للرؤية ، فهذا هو بدء الشهر عندهم . ولا بأس أن يثبت عندهم خلال الليل أو النهار . لأن هذا بحسب واقعه وبالتحليل ليس نهارا واحدا أو ليلا واحدا بل متعددا بعدد دوران الأرض حول نفسها ، ونعرفه من سير الشمس في النهار والنجوم والقمر في الليل . كما يتضح من الفصل الذي عقدناه عن شرح هذا المعنى في كتاب الصلاة .
156
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 156