نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 154
الشرعي . فإن كان للمناطق المتعددة ذات الآفاق المتعددة حكم شرعي واحد . وهي ثبوت الهلال وبدء الشهر ، اعتبرها الفقهاء كأنها ذات أفق واحد . ومن هنا اصطلحوا على الفقهاء الذين يرون أن ثبوت الهلال مختلف بين المناطق : أنهم يبنون على تعدد الآفاق . يعني لكل أفق حكمه المستقل . والفقهاء الذين يرون أن ثبوت الهلال واحد في العالم : أنهم يبنون على وحدة الآفاق . ولكنهم لا يعبرون أن الأفق واحد في العالم كله لأن العبارة ستكون سمجة عندئذ في حين أن المؤدى الواقعي للحكم هو ذلك . أما ما اخترناه من النظرية ، فهي تعترف باختلاف الآفاق ، لأننا أوضحنا أن الليل والنهار يدوران حول الأرض باستمرار . وأن الهلال يبدو بالتدريج في أي أفق كان فيه الغروب ثم في الأفق الذي يليه غربا وهكذا . نعم ، من المستطاع القول : إنه إذا ثبت الهلال في بلد أو منطقة ثبت في البلاد التي تقع في غربه . وهو ما قلناه فعلا . فهذا يعني بذاك الاستعمال المجازي إن الأفق واحد بالنسبة إلى أول بلد يشرق فيه الهلال مع البلدان التي تقع في غربه . فإذا توسعنا أكثر وجدنا أن الهلال يستمر في السير حول الأرض حتى يتم دورة كاملة في أربع وعشرين ساعة . مما يستوجب شمول الشهر لكل الأرض في يوم واحد . فحتى البلاد التي تقع في شرق ذلك البلد المفروض ، قد وصلها الهلال لكن من الجهة الأخرى ( من شرقها ) وبعد عدة ساعات فقط . ومن هنا يمكن القول : بأن الأفق متحد في العالم كله . إلا أن هذا مجرد اصطلاح فضفاض ليس له أي أثر فقهيّا والمهم الاعتماد على فحوى النظرية .
154
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 154