نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 148
عدم وجود المانع الثاني ، يعني كون القمر في الولادة الشرعية لا الولادة الطبيعية . فإذا حصلت الولادة الشرعية فوق بلاد معينة يكون فيها الغروب متحققا أو قريبا جدّا . فتلك هي أول بلد أو منطقة يثبت فيها الشهر . وكذلك في خط طولها شمالا وجنوبا إلى ما يقرب من الدائرتين القطبيتين بشرط عدم حصول المانع الثالث السابق ، يعني : بشرط أن يكون الغروب عندئذ متحققا فيها . وتستمرّ الأرض بالدوران وينتقل الغروب إلى البلاد التي ذلك البلد غربا . فقد كانت ساعة ثبوت الشهر هناك في نهار ، والآن جاء غروبها . ويستمر نور القمر بالاتساع التدريجي البطيء . فتراه تلك المناطق أيضا وهكذا . أما المناطق الواقعة شرق منطقة الولادة الشرعية للهلال ، فيجب أن تنتظر عدة ساعات ، وربما حوالي أربع وعشرين ساعة ، حتى يصل إليها هذا الغروب الدائر حول الأرض ، ومن ثم يصل إليها الهلال المولود . فإذا مشى الغروب على كل وجه الأرض ومشى الهلال عليها أيضا في دورة كاملة للأرض حول نفسها ، ثبت الشهر فيها جميعا . وهذا معناه أمور : أحدها : أنه إذا ثبت الهلال وابتدأ الشهر في بلد أو منطقة ، فإنه يثبت في البلد الذي في غربه بطريق أولى ، ولكن لا في نفس اللحظة بل عند وصول الغروب إليها . وهذا ممكن في خلال ساعة أو ساعات . والشيء العرفي السائد هو أن تقول : إن الشهر بدأ ليلة الثلاثاء - مثلا - وهذا صادق بالنسبة إلى الجميع . غير أن هذه الليلة بطبيعتها تدور حول الأرض فأينما وصلت بدأ الشهر . ثانيها : أننا لو قلنا إنه يبدأ الشهر في نفس اللحظة لكان غير صحيح
148
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 148